آ. (136) قوله تعالى:
فانتقمنا : هذه الفاء سببية أي تسبب عن النكث الانتقام. ثم إن أريد بالانتقام نفس الإغراق، فالفاء الثانية مفسرة عند من يثبت لها ذلك، وإلا كان التقدير: فأردنا الانتقام.
قوله:
في اليم متعلق بـ "أغرقناهم". واليم: البحر. والمشهور أنه عربي. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة: 2283 - داوية ودجى ليل كأنهما يم تراطن في حافاته الروم
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13438ابن قتيبة: "إنه البحر بالسريانية". وقيل: بالعبرانية، والمشهور أنه لا يتقيد ببحر خاص. وقال
الهروي في عربيته: "واليم: البحر الذي يقال له إساف، وفيه غرق
فرعون"، وهذا ليس بجيد لقوله تعالى:
فألقيه في اليم والمراد به
نيل مصر، وهو غير الذي غرق فيه
فرعون.
قوله:
"بأنهم" الباء للسببية أي: أغرقناهم بسبب تكذيبهم بآياتنا، وكونهم غافلين عن آياتنا. فالضمير في "عنها" يعود على الآيات. وهذا هو الظاهر. وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره. وقيل: يجوز أن يكون على النقمة المدلول عليها بانتقمنا. ويعزى هذا
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس، وكأن القائل بذلك تخيل أن الغفلة عن الآيات عذر لهم من حيث إن الغفلة ليست من كسب الإنسان.
[ ص: 438 ] وقال الجمهور: إنهم تعاطوا أسباب الغفلة فذموا عليها كما يذم الناسي على نسيانه لتعاطيه أسبابه.