ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون
قوله تعالى:
ولقد ذرأنا أي: خلقنا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: ومنه ذرية الرجل ، إنما هي الخلق منه ، ولكن همزها يتركه أكثر
العرب .
[ ص: 292 ] قوله تعالى: لجهنم هذه اللام يسميها بعض أهل المعاني لام العاقبة ، كقوله:
ليكون لهم عدوا وحزنا [القصص:8] ومثله قول الشاعر:
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
ودخل رجل على عمر بن عبد العزيز يعزيه بموت ابنه ، فقال:
تعز أمير المؤمنين فإنه لما قد ترى يغذى الصغير ويولد
وقد أخبر الله عز وجل في هذه الآية بنفاذ علمه فيهم أنهم يصيرون إليها بسبب كفرهم .
قوله تعالى:
لهم قلوب لا يفقهون بها لما أعرض القوم عن الحق والتفكر فيه ، كانوا بمنزلة من لم يفقه ولم يبصر ولم يسمع . وقال
محمد بن القاسم النحوي: أراد بهذا كله أمر الآخرة ، فإنهم يعقلون أمر الدنيا .
قوله تعالى:
أولئك كالأنعام شبههم بالأنعام لأنها تسمع وتبصر ولا تعتبر ، ثم قال:
بل هم أضل لأن الأنعام تبصر منافعها ومضارها ، فتلزم بعض ما تبصره ، وهؤلاء يعلم أكثرهم أنه معاند ، فيقدم على النار ،
أولئك هم الغافلون عن أمر الآخرة .