يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل
قوله تعالى:
ما لكم إذا قيل لكم انفروا قال المفسرون:
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك ، وكان في زمن عسرة وجدب وحر شديد ، وقد طابت الثمار ، [ ص: 437 ] عظم ذلك على الناس وأحبوا المقام ، فنزلت هذه الآية .
وقوله: "ما لكم" استفهام معناه التوبيخ . وقوله: (انفروا) معناه: اخرجوا .
وأصل النفر: مفارقة مكان إلى مكان آخر لأمر هاج إلى ذلك . وقوله:
اثاقلتم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أراد: تثاقلتم ، فأدغم التاء في الثاء ، وأحدثت الألف ليسكن ما بعدها ، وأراد: قعدتم . وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش: "تثاقلتم" .
وفي معنى (إلى الأرض) ثلاثة أقوال .
أحدها: تثاقلتم إلى شهوات الدنيا ، حين أخرجت الأرض ثمرها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثاني: اطمأننتم إلى الدنيا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
والثالث: تثاقلتم إلى الإقامة بأرضكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
قوله تعالى:
أرضيتم بالحياة الدنيا أي: بنعيمها من نعيم الآخرة ، فما يتمتع به في الدنيا قليل بالإضافة إلى ما يتمتع به الأولياء في الجنة .