الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم .
[ ص: 476 ] قوله تعالى:
الذين يلمزون المطوعين في سبب نزولها قولان .
أحدهما: أنه لما نزلت آية الصدقة ، جاء رجل فتصدق بصاع ، فقالوا: إن الله لغني عن صاع هذا ، فنزلت هذه الآية ، قاله
أبو مسعود .
والثاني: أن
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب ، وجاء رجل من
الأنصار بصاع من طعام; فقال بعض المنافقين: والله ما جاء به
عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء ، وإن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وفي هذا الأنصاري قولان .
أحدهما: أنه أبو خيثمة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك . والثاني: أنه
أبو عقيل .
وفي اسم
أبي عقيل ثلاثة أقوال .
أحدها:
عبد الرحمن بن بيجان ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس; ويقال: ابن بيحان; ويقال سيحان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: هو
أبو عقيل بن قيس .
والثاني: أن اسمه
الحبحاب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والثالث:
الحباب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: جاء
عبد الرحمن بأربعة آلاف ، وجاء
عاصم [ ص: 477 ] بن عدي بن العجلان بمائة وسق من تمر . (ويلمزون) بمعنى يعيبون . (والمطوعين) أي: المتطوعين ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: أدغمت التاء في الطاء ، فصارت طاء مشددة . والجهد لغة أهل
الحجاز ، ولغة غيرهم الجهد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: الجهد بالفتح والضم سواء ، ومجازه: طاقتهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: الجهد: الطاقة; والجهد: المشقة . قال المفسرون: عنى بالمطوعين
عبد الرحمن ، nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم ، وبالذين لا يجدون إلا جهدهم:
أبو عقيل . وقوله: (سخر الله منهم) أي: جازاهم على فعلهم ، وقد سبق هذا المعنى .