قوله تعالى:
ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون من بعده ، أي: من بعد انطلاقه إلى الجبل .
الإشارة إلى اتخاذهم العجل .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن أشياخه أنه لما انطلق
موسى ، واستخلف
هارون ، قال
هارون: يا بني إسرائيل: إن الغنيمة لا تحل لكم ، وإن حلي
القبط غنيمة فاجمعوه واحفروا له حفيرة ، فادفنوه ، فإن أحله
موسى فخذوه ، وإلا كان شيئا لم تأكلوه ، ففعلوا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: وكان
جبريل قد أتى إلى
موسى ليذهب به إلى ربه ، فرآه
السامري ، فأنكره وقال: إن لهذا شأنا ، فأخذ قبضة من أثر حافر الفرس ، فقفها في الحفيرة ، فظهر العجل . وقيل: إن
السامري أمرهم بإلقاء ذلك الحلي ، وقال إنما طالت غيبة
موسى عنكم لأجل ما معكم من الحلي ، فاحفرا لها حفيرة وقربوه إلى الله ، يبعث لكم نبيكم ، فإنه كان عارية ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي .
وفي سبب اتخاذ
السامري عجلا قولان . أحدهما: أن
السامري كان من قوم يعبدون البقر ، فكان ذلك في قلبه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، . والثاني: أن بني إسرائيل لما مروا على قوم
[ ص: 81 ] يعكفون على أصنام لهم ، أعجبهم ذلك ، فلما سألوا
موسى أن يجعل لهم إلها وأنكر عليهم; أخرج
السامري لهم في غيبته عجلا لما رأى من استحسانهم ذلك ، قاله
ابن زيد .
وفي كيفية اتخاذ العجل قولان . أحدهما: أن
السامري كان صواغا ، فصاغه وألقى فيه القبضة ، قاله
علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . والثاني: أنهم حفروا حفيرة ، وألقوا فيها حلي قوم
فرعون وعواريهم تنزها عنها ، فألقى
السامري القبضة من التراب ، فصار عجلا . روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: صار لحما ودما وجسدا ، فقال لهم
السامري: هذا إلهكم وإله
موسى قد جاء ، وأخطأ
موسى الطريق فعبدوه ودفنوا حوله .