يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين في سبب نزولها قولان .
أحدهما: أنها نزلت في قصة الثلاثة المتخلفين .
[ ص: 514 ] والثاني: أنها في أهل الكتاب . والمعنى: يا أيها الذين آمنوا
بموسى وعيسى اتقوا الله في إيمانكم
بمحمد صلى الله عليه وسلم وكونوا مع الصادقين .
وفي المراد بالصادقين خمسة أقوال .
أحدها: أنه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
والثاني:
أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك . وقد قرأ
ابن السميفع، nindex.php?page=showalam&ids=11904وأبو المتوكل، ومعاذ القارئ: "مع الصادقين" بفتح القاف وكسر النون على التثنية .
والثالث: أنهم الثلاثة الذين خلفوا صدقوا النبي صلى الله عليه وسلم عن تأخرهم قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
والرابع: أنهم المهاجرون، لأنهم لم يتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي: وقيل: إن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق احتج بهذه الآية يوم السقيفة، فقال: يا معشر
الأنصار، إن الله يقول في كتابه:
للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا إلى قوله:
أولئك هم الصادقون [الحشر:8] من هم؟ قالت
الأنصار: أنتم هم . قال: فإن الله تعالى يقول:
اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فأمركم أن تكونوا معنا، ولم يأمرنا أن نكون معكم، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء .
والخامس: أنه عام، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . "ومع" بمعنى "من" وكذلك هي في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: وكونوا من الصادقين" .