ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون
قوله تعالى : "
ولو يعجل الله للناس الشر " ذكر بعضهم أنها نزلت في
النضر بن الحارث حيث قال :
اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك [الأنفال :8] . والتعجيل : تقديم الشيء قبل وقته . وفي المراد بالآية قولان :
أحدهما : ولو يعجل الله للناس الشر إذا دعوا على أنفسهم عند الغضب وعلى أهليهم ، واستعجلوا به ، كما يعجل لهم الخير ، لهلكوا ، هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
[ ص: 12 ] والثاني : ولو يعجل الله للكافرين العذاب على كفرهم كما عجل لهم خير الدنيا من المال والولد ، لعجل لهم قضاء آجالهم ليتعجلوا عذاب الآخرة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي . ويقوي هذا تمام الآية وسبب نزولها . وقد قرأ الجمهور : " لقضي إليهم " بضم القاف " أجلهم " بضم اللام . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر : " لقضى " بفتح القاف " أجلهم " بنصب اللام . وقد ذكرنا في أول (سورة البقرة :15) معنى الطغيان والعمه .