وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين
قوله تعالى : "
وأقم الصلاة طرفي النهار " أما سبب نزولها ، فروى
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة والأسود عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=hadith&LINKID=684909أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إني أخذت امرأة في البستان فقبلتها ، وضممتها ، إلي وباشرتها ، وفعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ; [ ص: 166 ] فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى " وأقم الصلاة طرفي النهار . . . " الآية ، فدعا الرجل فقرأها عليه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أهي له خاصة ، أم للناس كافة ؟ قال : " لا ، بل للناس كافة " . وفي رواية أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654319أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى رسول الله ، فذكر ذلك له ، فنزلت هذه الآية ، فقال الرجل : ألي هذه الآية ؟ فقال : " لمن عمل بها من أمتي " . وقال nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل : كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل ، فقال : يا رسول الله ، ما تقول في رجل أصاب من امرأة مالا يحل له ، فلم يدع شيئا يصيبه الرجل من امرأته إلا أصابه منها ، غير أنه لم يجامعها ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " توضأ وضوءا حسنا ، ثم قم فصل " فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ : أهي له خاصة ، أم للمسلمين عامة ؟ فقال : " بل هي للمسلمين عامة " . واختلفوا في اسم هذا الرجل ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو
عمرو بن غزية الأنصاري ، وفيه نزلت هذه الآية ، كان يبيع التمر ، فأتته امرأة تبتاع منه تمرا ، فأعجبته ، فقال : إن في البيت تمرا أجود من هذا ، فانطلقي معي حتى أعطيك منه ; فذكر نحو
[ ص: 167 ] حديث
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل : هو
أبو مقبل عامر بن قيس الأنصاري . وذكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ أنه
nindex.php?page=showalam&ids=6أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري . وذكر في الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم ، أله خاصة ؟ ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه
nindex.php?page=showalam&ids=6أبو اليسر صاحب القصة . والثاني :
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل . والثالث :
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب .
فأما التفسير ، فقوله : " وأقم الصلاة " أي : أتم ركوعها وسجودها .
فأما طرفا النهار ، ففي الطرف الأول قولان :
أحدهما : أنه صلاة الفجر ، قاله الجمهور . والثاني : أنه الظهر ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
وفي الطرف الثاني ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه صلاة المغرب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد . الثاني : العصر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن كالقولين . والثالث : الظهر ، والعصر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980والقرظي . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك كالأقوال الثلاثة .
قوله تعالى : "
وزلفا من الليل " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر ،
وشيبة " وزلفا " بضم اللام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : الزلف : الساعات ، واحدها : زلفة ، أي : ساعة ومنزلة وقربة ; ومنه سميت
المزدلفة ، قال
العجاج :
[ ص: 168 ] ناج طواه الأين مما أوجفا طي الليالي زلفا فزلفا
سماوة الهلال حتى احقوقفا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : ومنه يقال : أزلفني كذا عندك ، أي : أدناني ; والمزالف : المنازل والدرج ، وكذلك الزلف :
وفيها للمفسرين قولان :
أحدهما : أنها صلاة العتمة ، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وعوف عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16406وابن أبي نجيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وبه قال
ابن زيد .
والثاني : أنها صلاة المغرب والعشاء ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا ، ورواه
يونس عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
ومنصور عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج .
قوله تعالى : "
إن الحسنات يذهبن السيئات " في المراد بالحسنات قولان :
أحدهما : أنها الصلوات الخمس ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980والقرظي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، والمقاتلان :
ابن سليمان ،
وابن حيان .
والثاني : أنها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، رواه
منصور عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والأول أصح ، لأن الجمهور عليه ، وفيه حديث مسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان nindex.php?page=hadith&LINKID=681328عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ ، وقال : من توضأ وضوئي هذا ، ثم صلى الظهر ، غفر له ما كان بينها وبين صلاة الصبح ، [ ص: 169 ] ومن صلى العصر ، غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ، ومن صلى المغرب ، غفر له ما بينها وبين صلاة العصر ، ثم صلى العشاء ، غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب ، ثم لعله أن يبيت ليلته يتمرغ ، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح ، غفر له ما بينه وبين صلاة العشاء ، وهن الحسنات يذهبن السيئات " .
فأما السيئات المذكورة هاهنا ، فقال المفسرون : هي الصغائر من الذنوب . وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=664280روى nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ، قال : قلت : يا رسول الله ، أوصني ; قال : " اتق الله حيثما كنت " ، قال : قلت : زدني ; قال : " أتبع السيئة الحسنة تمحها " ، قلت : زدني ; قال : " خالق الناس بخلق حسن " .
قوله تعالى : "
ذلك ذكرى للذاكرين " في المشار إليه بـ " ذلك " ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه القرآن . والثاني : إقام الصلاة . والثالث : جميع ما تقدم من الوصية بالاستقامة ، والنهي عن الطغيان ، وترك الميل إلى الظالمين ، والقيام بالصلاة .
[ ص: 170 ] وفي المراد بالذكرى قولان :
أحدهما : أنه بمعنى التوبة . والثاني : بمعنى العظة .