الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء [ ص: 345 ] ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم
قوله تعالى : "
الذين يستحبون الحياة الدنيا " أي : يؤثرونها "
على الآخرة " قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يأخذون ما تعجل لهم منها تهاونا بأمر الآخرة .
قوله تعالى : "
ويصدون عن سبيل " أي : يمنعون الناس من الدخول في دينه "
ويبغونها عوجا " قد شرحناه في (آل عمران :99) .
قوله تعالى : "
أولئك في ضلال " أي : في ذهاب عن الحق "
بعيد " من الصواب .
قوله تعالى : "
إلا بلسان قومه " أي : بلغتهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : ومعنى اللغة عند
العرب : الكلام المنطوق به ، وهو مأخوذ من قولهم : لغا الطائر يلغو : إذا صوت في الغلس . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبو رجاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=11904وأبو المتوكل ،
والجحدري : " إلا بلسن قومه " برفع اللام والسين من غير ألف . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11838أبو الجوزاء ،
وأبو عمران : " بلسن قومه " بكسر اللام وسكون السين من غير ألف .
قوله تعالى : "
ليبين لهم " أي : الذي أرسل به فيفهمونه عنه . وهذا نزل ، لأن
قريشا قالوا : ما بال الكتب كلها أعجمية ، وهذا عربي ؟
قوله تعالى : "
أن أخرج قومك " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : " أن " مفسرة ، والمعنى : قلنا له : أخرج قومك . وقد سبق بيان الظلمات والنور [البقرة :257] .
[ ص: 346 ] وفي قوله : "
وذكرهم بأيام الله " ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها نعم الله ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة .
والثاني : أنها وقائع الله في الأمم قبلهم ، قاله
ابن زيد ،
وابن السائب ،
nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل .
والثالث : أنها أيام نعم الله عليهم وأيام نقمه ممن كفر من قوم
نوح وعاد وثمود ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
قوله تعالى : "
إن في ذلك " يعني : التذكير "
لآيات لكل صبار " على طاعة الله وعن معصيته "
شكور " لأنعمه . والصبار : الكثير الصبر ، والشكور : الكثير الشكر ، وإنما خصه بالآيات لانتفاعه بها . وما بعد هذا مشروح في سورة (البقرة : 49) .