ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين [ ص: 114 ] قوله تعالى: ولما جاءهم كتاب من عند الله يعني: القرآن . و"يستفتحون": يستنصرون . وكانت اليهود إذا قاتلت المشركين استنصروا باسم نبي الله ، محمد صلى الله عليه وسلم .

قوله تعالى: بئسما اشتروا به أنفسهم بئس: كلمة مستوفية لجميع الذم ، ونقيضها: "نعم" واشتروا ، بمعنى: باعوا . والذي باعوها به قليل من الدنيا .

قوله تعالى: (بغيا) قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: حسدا . ومعنى الكلام: كفروا بغيا ، لأن نزل الله الفضل على النبي صلى الله عليه وسلم .

وفي قوله تعالى: (بغضب على غضب) خمسة أقوال . أحدها: أن الغضب الأول لاتخاذهم العجل . والثاني: لكفرهم بمحمد ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . والثاني: أن الأول لتكذيبهم رسول الله . والثاني: لعداوتهم لجبريل . رواه شهر عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثالث: أن الأول حين قالوا: يد الله مغلولة [ المائدة: 64 ] . والثاني: حين كذبوا نبي الله . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، واختاره nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء . والرابع: أن الأول لتكذيبهم بعيسى والإنجيل . والثاني: لتكذيبهم بمحمد والقرآن . قاله nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . والخامس: أن الأول لتبديلهم التوراة . والثاني: لتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم قاله nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والمهين: المذل .