أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم والله يعلم ما تسرون وما تعلنون [ ص: 437 ] قوله تعالى : "
أفمن يخلق كمن لا يخلق " يعني : الأوثان ، وإنما عبر عنها بـ " من " لأنهم نحلوها العقل والتمييز ، "
أفلا تذكرون " يعني : المشركين ، يقول : أفلا تتعظون كما اتعظ المؤمنون ؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : وإنما جاز أن يقول : "
كمن لا يخلق " ، لأنه ذكر مع الخالق ، كقوله :
فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين [النور :45] ،
والعرب تقول : اشتبه علي الراكب وجمله ، فما أدري من ذا من ذا ، لأنهم لما جمعوا بين الإنسان وغيره ، صلحت " من " فيهما جميعا .
قوله تعالى : "
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " قد فسرناه في (إبراهيم :34) .
قوله تعالى : "
إن الله لغفور " أي : لما كان منكم من تقصيركم في شكر نعمه "
رحيم " بكم إذ لم يقطعها عنكم بتقصيركم .
قوله تعالى : "
والله يعلم ما تسرون وما تعلنون " روى
nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث ، إلا
القزاز " يسرون " و " يعلنون " بالياء .