واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ألم تر أنا أرسلنا [ ص: 262 ] الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا .
قوله تعالى : "
واتخذوا من دون الله آلهة " يعني : المشركين عابدي الأصنام ، "
ليكونوا لهم عزا " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : ليكونوا لهم شفعاء في الآخرة .
قوله تعالى : "
كلا " ; أي : ليس الأمر كما قدروا ، "
سيكفرون " يعني : الأصنام بجحد عبادة المشركين ، كقوله تعالى :
ما كانوا إيانا يعبدون [ القصص : 63 ] ; لأنها كانت جمادا لا تعقل العبادة ، "
ويكونون " يعني : الأصنام ، "
عليهم " يعني : المشركين ، "
ضدا " ; أي : أعوانا عليهم في القيامة ، يكذبونهم ويلعنونهم .
قوله تعالى : "
ألم تر أنا أرسلنا الشياطين " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : في معنى هذا الإرسال وجهان .
أحدهما : خلينا بين الشياطين وبين الكافرين ، فلم نعصمهم من القبول منهم .
والثاني ، وهو المختار : سلطناهم عليهم ، وقيضناهم لهم بكفرهم . "
تؤزهم أزا " ; أي : تزعجهم إزعاجا حتى يركبوا المعاصي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : تزعجهم إلى المعاصي ، وتغريهم بها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : يقال : أزه على كذا : إذا أغراه به ، وأزت القدر : غلت .
قوله تعالى : "
فلا تعجل عليهم " ; أي : لا تعجل بطلب عذابهم . وزعم بعضهم أن هذا منسوخ بآية السيف ، وليس بصحيح . "
إنما نعد لهم عدا " في هذا المعدود ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه أنفاسهم ، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاووس nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل .
[ ص: 263 ]
والثاني : الأيام ، والليالي ، والشهور ، والسنون ، والساعات ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث : أنها أعمالهم ، قاله
قطرب .