وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا .
قوله تعالى : "
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا " يعني : اليهود والنصارى ، ومن زعم من المشركين أن الملائكة بنات الله ، "
لقد جئتم شيئا إدا " ; أي : شيئا عظيما من الكفر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : الإد والنكر : الأمر المتناهي العظم .
قوله تعالى : "
تكاد السماوات يتفطرن " قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
[ ص: 265 ] nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : ( تكاد ) بالتاء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : ( يكاد ) بالياء . وقرآ جميعا : ( يتفطرن ) بالياء والتاء مشددة الطاء ، وافقهما
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
وحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم في ( يتفطرن ) . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : ( ينفطرن ) بالنون . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر في ( مريم ) مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو ، وفي ( عسق : 5 ) مثل
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير . ومعنى ( يتفطرن منه ) : يقاربن الانشقاق من قولكم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : وقوله تعالى : "
هدا " ; أي : سقوطا .
قوله تعالى : "
أن دعوا " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : من أن دعوا ، ولأن دعوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : معناه : أن جعلوا ، وليس هو من دعاء الصوت ، وأنشد :
ألا رب من تدعو نصيحا وإن تغب تجده بغيب غير منتصح الصدر
قوله تعالى : "
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا " ; أي : ما يصلح له ولا يليق به اتخاذ الولد ; لأن الولد يقتضي مجانسة ، وكل متخذ ولدا يتخذه من جنسه ، والله تعالى منزه عن أن يجانس شيئا أو يجانسه ، فمحال في حقه اتخاذ الولد . "
إن كل " ; أي : ما كل ، "
من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن " يوم القيامة ، "
عبدا " ذليلا خاضعا . والمعنى : أن
عيسى وعزيرا والملائكة عبيد له . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى : وفي هذا دلالة على أن الوالد إذا اشترى ولده ، لم يبق ملكه عليه ، وإنما يعتق بنفس الشراء ; لأن الله تعالى نفى البنوة لأجل العبودية ، فدل على أنه لا يجتمع بنوة ورق .
قوله تعالى : "
لقد أحصاهم " ; أي : علم عددهم ، "
وعدهم عدا " فلا يخفى
[ ص: 266 ] عليه مبلغ جميعهم من كثرتهم ، "
وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " بلا مال ولا نصير يمنعه .
فإن قيل : لأية علة وحد في " الرحمن " و " آتيه " ، وجمع في العائد في " أحصاهم ، وعدهم " .
فالجواب : أن لكل لفظ توحيدا وتأويل جمع ، فالتوحيد محمول على اللفظ ، والجمع مصروف إلى التأويل .