ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح [ ص: 316 ] عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت أمري قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي .
قوله تعالى : "
ولقد قال لهم هارون من قبل " ; أي : من قبل أن يأتي
موسى ، "
يا قوم إنما فتنتم به " ; أي : ابتليتم ، "
وإن ربكم الرحمن " لا العجل ، "
قالوا لن نبرح عليه عاكفين " ; أي : لن نزال مقيمين على عبادة العجل ، "
حتى يرجع إلينا موسى " فلما رجع
موسى ، "
قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا " بعبادة العجل . "
ألا تتبعني " قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو : ( ألا تتبعني ) بياء في الوصل ساكنة ، ويقف
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير بالياء ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو بغير ياء . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع : ( ألا تتبعني أفعصيت ) بياء منصوبة . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو سواء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بغير ياء في الوصل والوقف ، والمعنى : ما منعك من اتباعي ، و " لا " كلمة زائدة .
وفي المعنى ثلاثة أقوال :
أحدها : تسير ورائي بمن معك من المؤمنين وتفارقهم ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني : أن تناجزهم القتال ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث : في الإنكار عليهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
قوله تعالى : "
أفعصيت أمري " وهو قوله في وصيته إياه : "
اخلفني في قومي وأصلح " ، قال المفسرون : ثم أخذ برأس أخيه ولحيته غضبا منه عليه . وهذا وإن لم
[ ص: 317 ] يذكر هاهنا ، فقد ذكر في ( الأعراف : 150 ) ، فاكتفي بذلك ، وقد شرحنا هناك معنى "
يا ابن أم " ، واختلاف القراء فيها .
قوله تعالى : "
ولا برأسي " ; أي : بشعر رأسي . وهذا الغضب كان لله عز وجل لا لنفسه ; لأنه وقع في نفسه أن
هارون عصى الله بترك اتباع
موسى .
قوله تعالى : "
إني خشيت " ; أي : إن فارقتهم واتبعتك ، "
أن تقول فرقت بين بني إسرائيل " وفيه قولان :
أحدهما : باتباعي إياك ومن معي من المؤمنين . والثاني : بقتالي لبعضهم ببعض .
وفي قوله تعالى : "
ولم ترقب قولي " قولان :
أحدهما : لم ترقب قولي لك : "
اخلفني في قومي وأصلح " .
والثاني : لم تنتظر أمري فيهم .