ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى .
[ ص: 335 ]
قوله تعالى : "
ولا تمدن عينيك " سبب نزولها ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=96أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
نزل ضيف برسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني ، فأرسلني إلى رجل من اليهود يبيع طعاما ، فقال : قل له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بعني كذا وكذا من الدقيق ، أو أسلفني إلى هلال رجب " ، فأتيته فقلت له ذلك ، فقال اليهودي : والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " والله لو باعني أو أسلفني لقضيته ، وإني لأمين في السماء أمين في الأرض ، اذهب بدرعي الحديد إليه " ، فنزلت هذه الآية تعزية له عن الدنيا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه حسرات على الدنيا . وقد مضى تفسير هذه الآية في آخر ( الحجر : 88 ) .
قوله تعالى : "
زهرة الحياة الدنيا " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ،
ويعقوب : ( زهرة ) بفتح الهاء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وهو منصوب بمعنى : ( متعنا ) ; لأن معنى ( متعنا ) : جعلنا لهم الحياة الدنيا زهرة . "
لنفتنهم فيه " ; أي : لنجعل ذلك فتنة لهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : لنختبرهم . قال المفسرون : زهرة الدنيا : بهجتها وغضارتها ، وما يروق الناظر منها عند رؤيته ، وهو من زهرة النبات وحسنه .
قوله تعالى : "
ورزق ربك خير وأبقى " فيه قولان :
أحدهما : أنه ثوابه في الآخرة . والثاني : القناعة .
قوله تعالى : "
وأمر أهلك بالصلاة " قال المفسرون : المراد بأهله : قومه ومن كان على دينه ، ويدخل في هذا أهل بيته .
قوله تعالى : "
واصطبر عليها " ; أي : واصبر على الصلاة . "
لا نسألك رزقا "
[ ص: 336 ] ; أي : لا نكلفك رزقا لنفسك ولا لخلقنا ، إنما نأمرك بالعبادة، ورزقك علينا . "
والعاقبة للتقوى " ; أي : وحسن العاقبة لأهل التقوى . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني إذا أصاب أهله خصاصة قال : قوموا فصلوا ، ثم يقول : بهذا أمر الله تعالى ورسوله ، ويتلو هذه الآية .