فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون .
قوله تعالى : "
فرجعوا إلى أنفسهم " فيه قولان :
أحدهما : رجع بعضهم إلى بعض . والثاني : رجع كل منهم إلى نفسه متفكرا .
قوله تعالى : "
فقالوا إنكم أنتم الظالمون " فيه خمسة أقوال :
أحدها : حين عبدتم من لا يتكلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني : حين تتركون آلهتكم وحدها وتذهبون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه .
والثالث : في عبادة هذه الأصاغر مع هذا الكبير ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب أيضا .
والرابع :
لإبراهيم حين اتهمتموه والفأس في يد كبير الأصنام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل .
والخامس : أنتم ظالمون
لإبراهيم حين سألتموه وهذه أصنامكم حاضرة فاسألوها ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
قوله تعالى : "
ثم نكسوا على رءوسهم " وقرأ
أبو رزين العقيلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة ،
وأبو حيوة : ( نكسوا ) برفع النون وكسر الكاف مشددة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر ،
وعاصم الجحدري : ( نكسوا ) بفتح النون والكاف
[ ص: 365 ] مخففة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة : "
نكسوا " : قلبوا ، تقول : نكست فلانا على رأسه : إذا قهرته وعلوته .
ثم في المراد بهذا الانقلاب ثلاثة أقوال :
أحدها : أدركتهم حيرة ، فقالوا : "
لقد علمت ما هؤلاء ينطقون " ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والثاني : رجعوا إلى أول ما كانوا يعرفونها به من أنها لا تنطق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة .
والثالث : انقلبوا على
إبراهيم يحتجون عليه بعد أن أقروا له ، ولاموا أنفسهم في تهمته ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي . وفي قوله : "
لقد علمت " إضمار ( قالوا )، وفي هذا إقرار منهم بعجز ما يعبدونه عن النطق ، فحينئذ توجهت
لإبراهيم الحجة ، فقال موبخا لهم : "
أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم " ; أي : لا يرزقكم ولا يعطيكم شيئا ، "
ولا يضركم " إذا لم تعبدوه ، وفي هذا حث لهم على عبادة من يملك النفع والضر . "
أف لكم " قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه : النتن لكم ، فلما ألزمهم الحجة غضبوا ، فقالوا : حرقوه . وذكر في التفسير أن
نمرود استشارهم : بأي عذاب أعذبه ، فقال رجل : حرقوه ، فخسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .