كذبت عاد المرسلين .
إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين .
فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين .
أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون .
وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون .
واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين .
وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
قوله تعالى:
أتبنون بكل ريع وقرأ
عاصم الجحدري ، وأبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : " بكل ريع " بفتح الراء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : هما لغتان . ثم فيه ثلاثة أقوال .
أحدها : أنه المكان المرتفع ; روى
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : بكل شرف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو في اللغة : الموضع المرتفع من الأرض .
والثاني : أنه الطريق ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والثالث : الفج بين الجبلين ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والآية : العلامة .
وفيما أراد بهذا البناء ثلاثة أقوال .
أحدها : أنه أراد : تبنون ما لا تسكنون ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ; والمعنى أنه جعل بناءهم ما يستغنون عنه عبثا .
والثاني : بروج الحمام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد .
[ ص: 136 ] والثالث : أنهم كانوا يبنون في المواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة فيسخروا منهم ويعبثوا بهم ، وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك .
قوله تعالى:
وتتخذون مصانع فيه ثلاثة أقوال .
أحدها : قصور مشيدة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والثاني : مصانع الماء تحت الأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والثالث : بروج الحمام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
وفي قوله :
لعلكم تخلدون قولان :
أحدهما : كأنكم تخلدون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وأبو مالك .
والثاني : كيما تخلدوا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ،
nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر : " تخلدون " برفع التاء [وتسكين الخاء وفتح اللام مخففة . وقرأ
عاصم الجحدري ،
nindex.php?page=showalam&ids=11983وأبو حصين] : " تخلدون " بفتح الخاء وتشديد اللام .
قوله تعالى:
وإذا بطشتم بطشتم جبارين المعنى : إذا ضربتم ضربتم بالسياط ضرب الجبارين ، وإذا عاقبتم قتلتم ; وإنما أنكر عليهم ذلك ، لأنه صدر عن ظلم ، إذ لو ضربوا بالسيف أو بالسوط في حق ما ليموا .
وفي قوله :
عذاب يوم عظيم قولان .
أحدهما : ما عذبوا به في الدنيا . والثاني : عذاب جهنم .