قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون .
قوله تعالى:
قد نرى تقلب وجهك في السماء
سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يحب أن يوجه إلى
الكعبة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب ، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . وذكر بعض المفسرين أن هذه الآية مقدمة في النزول على قوله تعالى:
سيقول السفهاء من الناس واختلفوا في سبب اختيار النبي
الكعبة على
بيت المقدس على قولين . أحدهما: أنها كانت قبلة
إبراهيم ، روى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: لمخالفة اليهود ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . ومعنى تقلب وجهه: نظره إليها يمينا وشمالا . و "في" بمعنى: "إلى" و "ترضاها" بمعنى: تحبها و "الشطر": النحو من غير خلاف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: أتى الناس [ ص: 157 ] آت وهم في صلاة الصبح بقباء ، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وأمر أن يستقبل الكعبة ، ألا فاستقبلوها [وكانت وجوههم إلى الشام ] فاستداروا وهم في صلاتهم . فصل
اختلف العلماء
أي: وقت حولت القبلة؟ على ثلاثة أقوال . أحدها: أنها حولت في صلاة الظهر يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله
المدينة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، nindex.php?page=showalam&ids=249ومعقل بن يسار . والثاني: أنها حولت يوم الثلاثاء للنصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدمه
المدينة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . والثالث: أنها حولت في جمادى الآخرة ، حكاه
ابن سلامة المفسر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي .
وفي
الذين أوتوا الكتاب قولان . أحدهما: اليهود ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . والثاني: اليهود والنصارى ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى:
ليعلمون أنه الحق يشير إلى ما أمر به من التوجه إلى
الكعبة ، ثم توعدهم بباقي الآية على كتمانهم ما علموا . ومن أين علموا أنه الحق؟ فيه أربعة أقوال . أحدها: أن في كتابهم الأمر بالتوجه إليها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية . والثاني: يعلمون أن
المسجد الحرام قبلة
إبراهيم . والثالث: أن في كتابهم أن
محمدا رسول صادق ، فلا يأمر إلا بحق . والرابع: أنهم يعلمون جواز النسخ .