[ ص: 292 ] ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون .
ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون .
فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون
قوله تعالى:
يبلس المجرمون قد شرحنا الإبلاس في (الأنعام: 44) .
قوله تعالى:
ولم يكن لهم من شركائهم أي: [من] أوثانهم التي عبدوها
شفعاء في القيامة
وكانوا بشركائهم كافرين يتبرؤون منها وتتبرأ منهم .
قوله تعالى:
يومئذ يتفرقون وذلك بعد الحساب ينصرف قوم إلى الجنة، وقوم إلى النار .
قوله تعالى:
فهم في روضة الروضة: المكان المخضر من الأرض; وإنما خص الروضة، لأنها كانت أعجب الأشياء إلى
العرب; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: ليس شيء عند
العرب أحسن من الرياض المعشبة ولا أطيب ريحا، قال
الأعشى: ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسبل هطل يوما بأطيب منها نشر رائحة
ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
قال المفسرون: والمراد بالروضة: رياض الجنة .
وفي معنى "
يحبرون " أربعة أقوال .
[ ص: 293 ] أحدها: يكرمون، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: ينعمون، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: والحبرة في اللغة: كل نغمة حسنة .
والثالث : يفرحون، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : " يحبرون " : يسرون، والحبرة: السرور .
والرابع : أن الحبر: السماع في الجنة، فإذا أهل الجنة في السماع، لم تبق شجرة إلا وردت، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير . وسئل
يحيى بن معاذ: أي الأصوات أحسن؟ فقال: مزامير أنس، في مقاصير قدس، بألحان تحميد، في رياض تمجيد
في مقعد صدق عند مليك مقتدر [القمر: 55] .
قوله تعالى:
فأولئك في العذاب محضرون أي: هم حاضرون العذاب أبدا لا يخفف عنهم .