يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما .
لئن لم ينته المنافقون والذين في [ ص: 422 ] قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا .
سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا
قوله تعالى:
يا أيها النبي قل لأزواجك الآية، سبب نزولها أن الفساق كانوا يؤذون النساء إذا خرجن بالليل، فإذا رأوا المرأة عليها قناع تركوها وقالوا: هذه حرة، وإذا رأوها بغير قناع قالوا: أمة، فآذوها، فنزلت هذه الآية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
قوله تعالى:
يدنين عليهن من جلابيبهن قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : يلبسن الأردية . وقال غيره: يغطين رؤوسهن ووجوههن ليعلم أنهن حرائر
ذلك أدنى أي: أحرى وأقرب
أن يعرفن أنهن حرائر
فلا يؤذين .
قوله تعالى:
لئن لم ينته المنافقون أي: عن نفاقهم
والذين في قلوبهم مرض أي: فجور، وهم الزناة
والمرجفون في المدينة بالكذب والباطل، يقولون: أتاكم العدو، وقتلت سراياكم وهزمت
لنغرينك بهم أي: لنسلطنك عليهم بأن نأمرك بقتالهم . قال المفسرون: وقد أغري بهم، فقيل له:
[ ص: 423 ] " جاهد الكفار والمنافقين " [التوبة: 73، التحريم: 9]، وقال يوم الجمعة " اخرج يا فلان من المسجد فإنك منافق، قم يا فلان فإنك منافق "
ثم لا يجاورونك فيها أي: في المدينة
إلا قليلا حتى يهلكوا،
ملعونين منصوب على الحال; أي: لا يجاورونك إلا وهم ملعونون
أينما ثقفوا أي: وجدوا وأدركوا
أخذوا وقتلوا تقتيلا معنى الكلام: الأمر، أي: هذا الحكم فيهم،
سنة الله أي: سن في الذين ينافقون الأنبياء ويرجفون بهم أن يفعل بهم هذا .