أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون . وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون . ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون . واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون . لا يستطيعون نصرهم وهم لهم [ ص: 38 ] جند محضرون . فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون .
ثم ذكرهم قدرته فقال:
أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : يجوز أن يكون المعنى: مما عملناه بقوتنا وقدرتنا، وفي اليد القدرة والقوة على العمل، فتستعار اليد فتوضع موضعها، هذا مجاز
للعرب يحتمله هذا الحرف، والله أعلم بما أراد . وقال غيره: ذكر الأيدي ها هنا يدل على انفراده بما خلق، والمعنى: لم يشاركنا أحد في إنشائنا; والواحد منا إذا قال: عملت هذا بيدي، دل ذلك على انفراده بعمله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي: معنى الآية: مما أوجدناه بقدرتنا وقوتنا; وهذا إجماع أنه لم يرد هاهنا إلا ما ذكرنا .
قوله تعالى:
فهم لها مالكون فيه قولان .
أحدهما: ضابطون، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : ومثله في الشعر:
أصبحت لا أحمل السلاح ولا أملك رأس البعير إن نفرا
أي: لا أضبط رأس البعير .
والثاني: قادرون عليها بالتسخير لهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب .
قوله تعالى:
وذللناها لهم أي: سخرناها، فهي ذليلة لهم
فمنها ركوبهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : الركوب: ما يركبون، والحلوب: ما يحلبون . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: ولو قرأ قارئ: "فمنها ركوبهم"، كان وجها، كما تقول: منها أكلهم وشربهم وركوبهم . وقد قرأ بضم الراء
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية، [ ص: 39 ] nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر في آخرين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة: "ركوبتهم" بفتح الراء والباء وزيادة تاء مرفوعة . قال المفسرون: يركبون من الأنعام الإبل، ويأكلون الغنم،
ولهم فيها منافع من الأصواف والأوبار والأشعار والنسل
ومشارب [من] ألبانها،
أفلا يشكرون رب هذه النعم فيوحدونه؟! .
ثم ذكر جهلهم فقال:
واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون أي: لتمنعهم من عذاب الله; ثم أخبر أن ذلك لا يكون بقوله:
لا يستطيعون نصرهم أي: لا تقدر الأصنام على منعهم من أمر أراده الله بهم
وهم يعني الكفار
لهم يعني الأصنام
جند محضرون وفيه أربعة أقوال .
أحدها: جند في الدنيا محضرون في النار، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
والثاني: محضرون عند الحساب، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثالث: المشركون جند للأصنام، يغضبون لها في الدنيا، وهي لا تسوق إليهم خيرا ولا تدفع عنهم شرا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: الكفار يغضبون للآلهة ويحضرونها في الدنيا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هم للأصنام ينتصرون، وهي لا تستطيع نصرهم .
والرابع: هم جند محضرون عند الأصنام يعبدونها، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب .
قوله تعالى:
فلا يحزنك قولهم يعني قول كفار
مكة في تكذيبك
إنا نعلم ما يسرون في ضمائرهم من تكذيبك
وما يعلنون بألسنتهم من ذلك; والمعنى: إنا نثيبك ونجازيهم .