فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين . والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون . لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين . ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون .
[ ص: 182 ] قوله تعالى:
فمن أظلم ممن كذب على الله بأن دعا له ولدا وشريكا
وكذب بالصدق إذ جاءه وهو التوحيد والقرآن
أليس في جهنم مثوى للكافرين أي: مقام للجاحدين؟! وهذا استفهام بمعنى التقرير، يعني: إنه كذلك .
قوله تعالى:
والذي جاء بالصدق فيه أربعة أقوال .
أحدها: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد . ثم في الصدق الذي جاء به قولان . أحدهما: أنه "لا إله إلا الله"، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992 [سعيد] بن جبير . والثاني: [أنه] القرآن، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
[وفي الذي صدق به ثلاثة أقوال . أحدها: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا، هو جاء بالصدق، وهو صدق به، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي . والثاني: أنه
أبو بكر، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب . والثالث: أنهم المؤمنون، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة]، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد .
والقول الثاني: [أن] الذي جاء بالصدق: أهل القرآن، وهو الصدق الذي يجيبون به يوم القيامة، وقد أدوا حقه، فهم الذين صدقوا به، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثالث: أن الذي جاء بالصدق الأنبياء، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع، فعلى هذا، يكون الذي صدق به: المؤمنون .
والرابع: أن الذي جاء بالصدق:
جبريل، وصدق به:
محمد، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . [ ص: 183 ] قوله تعالى:
أولئك هم المتقون أي: الذين اتقوا الشرك; وإنما قيل: "هم"، لأن معنى "الذي" معنى الجمع، كذلك قال اللغويون، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج: فإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم، كل القوم، يا أم خالد
قوله تعالى:
ليكفر الله عنهم المعنى: أعطاهم ما شاؤوا ليكفر عنهم
أسوأ الذي عملوا ، أي: ليستر ذلك بالمغفرة
ويجزيهم أجرهم بمحاسن أعمالهم، لا بمساوئها .