ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون . ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون .
قوله تعالى:
ونفخ في الصور فصعق وقرأ
ابن السميفع، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر، والجحدري : "فصعق" بضم الصاد
من في السماوات ومن في الأرض أي: ماتوا من الفزع وشدة الصوت . وقد بينا هذه الآية والخلاف في الذين استثنوا في سورة [النمل: 87] .
ثم نفخ فيه أخرى وهي نفخة البعث
فإذا هم يعني الخلائق
قيام ينظرون .
[ ص: 198 ] قوله تعالى:
وأشرقت الأرض بنور ربها أي: أضاءت . والمراد بالأرض: عرصات القيامة .
قوله تعالى:
ووضع الكتاب فيه قولان . أحدهما: كتاب الأعمال، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . والثاني: الحساب، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . وفي الشهداء قولان .
أحدهما: أنهم الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، قاله الجمهور . ثم فيهم أربعة أقوال . أحدها: أنهم المرسلون من الأنبياء . والثاني: أمة
محمد يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة وتكذيب الأمم إياهم، رويا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه . والثالث: الحفظة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء . والرابع: النبيون والملائكة وأمة
محمد صلى الله عليه وسلم والجوارح، قاله
ابن زيد .
والثاني: أنهم الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة; والأول أصح .
ووفيت كل نفس ما عملت أي: جزاء عملها
وهو أعلم بما يفعلون أي: لا يحتاج إلى كاتب ولا شاهد .