إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون . قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل . ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير .
قوله تعالى:
إن الذين كفروا ينادون لمقت الله قال المفسرون: لما رأوا أعمالهم وأدخلوا النار مقتوا أنفسهم لسوء فعلهم، فناداهم مناد: لمقت الله إياكم في الدنيا
إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم .
ثم أخبر عما يقولون في النار بقوله:
ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين وهذا مثل قوله:
وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم [البقرة: 28] وقد فسرناه هنالك .
قوله تعالى:
فهل إلى خروج أي: من النار إلى الدنيا لنعمل بالطاعة
من سبيل ؟ وفي الكلام اختصار، تقديره: فأجيبوا أن لا سبيل إلى ذلك; وقيل لهم:
ذلكم يعني العذاب الذي نزل بهم
بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم أي: إذا قيل "لا إله إلا الله" أنكرتم، وإن جعل له شريك آمنتم،
فالحكم لله فهو الذي حكم على المشركين بالنار . وقد بينا في سورة [البقرة: 255] معنى العلي، وفي [الرعد: 9] معنى الكبير .