وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون . فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون .
قوله تعالى:
وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن أي: لا تسمعوه
والغوا فيه أي: عارضوه باللغو، وهو الكلام الخالي عن فائدة . وكان الكفار يوصي بعضهم بعضا: إذا سمعتم القرآن من
محمد وأصحابه فارفعوا أصواتكم حتى تلبسوا عليهم قولهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: والغوا فيه بالمكاء والصفير والتخليط من القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ
لعلكم تغلبون فيسكتون .
قوله تعالى:
ذلك جزاء أعداء الله يعني العذاب المذكور . وقوله:
النار بدل من الجزاء
لهم فيها دار الخلد أي: دار الإقامة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : النار
[ ص: 253 ] هي الدار، ولكنه كما تقول: لك في هذه الدار دار السرور، وأنت تعني الدار بعينها، قال الشاعر:
أخو رغائب يعطيها ويسألها يأبى الظلامة منه النوفل الزفر