وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين . وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين . ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون . فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين . وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .
[ ص: 366 ] قوله تعالى:
وإذا قيل إن وعد الله بالبعث
حق أي: كائن
والساعة قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة: "والساعة" بالنصب "لا ريب فيها" أي: كائنة بلا شك
قلتم ما ندري ما الساعة أي: أنكرتموها
إن نظن إلا ظنا أي: ما نعلم ذلك إلا ظنا وحدسا، ولا نستيقن كونها .
وما بعد هذا قد تقدم [الزمر: 48] إلى قوله:
وقيل اليوم ننساكم أي: نترككم في النار
كما نسيتم لقاء يومكم هذا أي: كما تركتم الإيمان والعمل للقاء هذا اليوم .
ذلكم الذي فعلنا بكم
بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا أي: مهزوءا بها
وغرتكم الحياة الدنيا حتى قلتم: إنه لا بعث ولا حساب
فاليوم لا يخرجون وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: "لا يخرجون" بفتح الياء وضم الراء . وقرأ الباقون: ["لا يخرجون"] بضم الياء وفتح الراء منها أي: من النار
ولا هم يستعتبون أي: لا يطلب منهم أن يرجعوا إلى طاعة الله عز وجل، لأنه ليس بحين توبة ولا اعتذار .
قوله تعالى:
وله الكبرياء فيه ثلاثة أقوال . أحدها: السلطان، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والثاني: الشرف، قاله
ابن زيد . والثالث: العظمة،
[ ص: 367 ] قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج .