والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم
قوله تعالى: " وأتبعناهم ذرياتهم " قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير، nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم، nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: "واتبعتهم" بالتاء "ذريتهم" واحدة
بهم ذريتهم واحدة أيضا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع: "واتبعتهم ذريتهم" واحدة "بهم ذرياتهم" جمعا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر: "وأتبعناهم ذرياتهم" "بهم ذرياتهم" جمعا في الموضعين . واختلفوا في تفسيرها على ثلاثة أقوال .
أحدها: أن معناها: واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم [ذرياتهم] من المؤمنين في الجنة، وإن كانوا لم يبلغوا أعمال آبائهم، تكرمة من الله تعالى لآبائهم المؤمنين باجتماع أولادهم معهم، روى هذا المعنى
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . [ ص: 51 ] والثاني:
واتبعتهم ذريتهم بإيمان، أي: بلغت أن آمنت، ألحقنا بهم ذريتهم الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان . وروى هذا المعنى
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . ومعنى هذا القول، أن أولادهم الكبار تبعوهم بإيمان منهم، وأولادهم الصغار تبعوهم بإيمان الآباء، [لأن الولد يحكم له بالإسلام تبعا لولده .
والثالث: "وأتبعناهم ذرياتهم" بإيمان الآباء] فأدخلناهم الجنة، وهذا مروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا .
قوله تعالى:
وما ألتناهم قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع: nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر، nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم، nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: "وما ألتناهم" بالهمزة وفتح اللام . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير: "وما ألتناهم" بكسر اللام . وروى ابن شنبوذ عن
nindex.php?page=showalam&ids=16832قنبل عنه "وما لتناهم" بإسقاط الهمزة مع كسر اللام . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11873أبو العالية، وأبو نهيك، ومعاذ القارئ بإسقاط الهمزة مع فتح اللام . وقرأ
ابن السميفع "وما آلتناهم" بمد الهمزة وفتحها . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك، وعاصم الجحدري: "وما ولتناهم" بواو مفتوحة من غير همزة وبنصب اللام . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=11904وأبو المتوكل : "وما ألتهم" مثل جعلتهم . وقد ذكرنا هذه الكلمة في [ الحجرات: 140] والمعنى: ما نقصنا الآباء بما أعطينا الذرية .
كل امرئ بما كسب رهين أي: مرتهن بعمله لا يؤاخذ أحد بذنب أحد . وقيل: هذا الكلام يختص بصفة أهل النار، وذلك الكلام قد تم .
قوله تعالى:
وأمددناهم قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هي الزيادة على الذي كان لهم .
[ ص: 52 ] قوله تعالى:
يتنازعون قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: أي: يتعاطون ويتداولون، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13672الأخطل: نازعته طيب الراح الشمول وقد صاح الدجاج وحانت وقعة الساري
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: يتناول هذا الكأس من يد هذا، وهذا من يد هذا . فأما الكأس فقد شرحناها في [الصافات: 45] .
قوله تعالى:
لا لغو فيها ولا تأثيم قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير، nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو: "لا لغو فيها ولا تأثيم" نصبا وقرأ الباقون: "لا لغو فيها ولا تأثيم" رفعا منونا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أي: لا تذهب بعقولهم فيلغوا ويرفثوا فيأثموا، كما يكون ذلك في خمر الدنيا . وقال غيره: التأثيم: تفعيل من الإثم، يقال: آثمه: إذا جعله ذا إثم . والمعنى أن تلك الكأس لا تجعلهم آثمين .
ويطوف عليهم للخدمة
غلمان لهم كأنهم في الحسن والبياض
لؤلؤ مكنون أي: مصون لم تمسه الأيدي .
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا نبي الله، هذا الخادم، فكيف المخدوم؟ فقال: "إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" . وقوله تعالى"
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: [ ص: 53 ] يتذاكرون ما كانوا فيه في الدنيا من الخوف والتعب، وهو قوله:
قالوا إنا كنا قبل في أهلنا أي: في دار الدنيا
مشفقين أي: خائفين من العذاب،
فمن الله علينا بالمغفرة
ووقانا عذاب السموم أي: عذاب النار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: السموم من أسماء جهنم .
وقال غيره: سموم: جهنم . وهو ما يوجد من نفحها وحرها،
إنا كنا من قبل ندعوه أي: نوحده ونخلص له
إنه هو البر وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي: "أنه" بفتح الهمزة . وفي معنى "البر" ثلاثة أقوال:
أحدها: الصادق فيما وعد، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: اللطيف، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث: العطوف على عباده المحسن إليهم الذي عم ببره جميع خلقه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان الخطابي .