متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان فبأي [ ص: 121 ] آلاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان . متكئين هذا حال المذكورين
على فرش جمع فراش
بطائنها جمع بطانة، وهي التي تحت الظهارة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة: هذه البطائن، فما ظنكم بالظهائر؟! وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: إنما ترك وصف الظواهر، لأنه ليس أحد يعلم ما هي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: البطائن: هي الظواهر بلغة قوم . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء يقول: قد تكون البطانة ظاهرة، والظاهرة بطانة، لأن كل واحد منهما قد يكون وجها،
والعرب تقول: هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء لظاهرها، وهو الذي نراه، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير يعيب قتلة
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان: خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية، فقتلهم الله كل قتلة، ونجا منهم من نجا تحت بطون الكواكب . يعني هربوا ليلا; فجعلوا ظهور الكواكب بطونا، وذلك جائز في العربية . وأنكر هذا القول
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة جدا، وقال: إنما أراد الله أن يعرفنا- من حيث نفهم - فضل هذه الفرش وأن ما ولي الأرض منها إستبرق، وإذا كانت البطانة كذلك، فالظهارة أعلى وأشرف . وهل يجوز [لأحد] أن يقول لوجه مصل: هذا بطانته، ولما ولي الأرض منه: هذا ظهارته؟! وإنما يجوز هذا في ذي الوجهين المتساويين، تقول لما وليك من الحائط: هذا ظهر الحائط، ويقول جارك لما وليه هذا ظهر الحائط، وكذلك السماء ما ولينا منها: ظهر، وهي لمن فوقها: بطن . وقد ذكرنا الإستبرق في [سورة] [الكهف: 31]،
[ ص: 122 ] قوله تعالى:
وجنى الجنتين دان قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: أي: ما يجتنى قريب لا يعني الجاني .
قوله تعالى
فيهن قاصرات الطرف قد شرحناه في [الصافات: 48] .
وفي قوله:
"فيهن" قولان .
أحدهما: أنها تعود إلى الجنتين وغيرهما مما أعد لصاحب هذه القصة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . والثاني: أنها تعود إلى الفرش، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15466علي بن أحمد النيسابوري . قوله تعالى:
لم يطمثهن قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بضم الميم، والباقون بكسرها، وهما لغتان: يطمث ويطمث، مثل يعكف ويعكف . وفي معناه قولان .
أحدهما: لم يفتضضهن; والطمث: النكاح بالتدمية، ومنه قيل للحائض: طامث، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء .
والثاني: لم يمسسهن; يقال: ما طمث هذا البعير حبل [قط] أي: ما مسه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: وذلك لأنهن خلقن من الجنة; فعلى قوله، هذا صفة الحور . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي: هن من نساء الدنيا لم يمسسهن مذ أنشئن خلق . وفي الآية دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي .
قوله تعالى:
كأنهن الياقوت والمرجان قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أن أهل التفسير وأهل اللغة قالوا: هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان والمرجان: صغار اللؤلؤ، وهو أشد بياضا . وقرأت على شيخنا
أبي منصور اللغوي قال: "الياقوت" فارسي
[ ص: 123 ] معرب، والجمع "اليواقيت"، وقد تكلمت به
العرب، قال
مالك بن نويرة اليربوعي: لن يذهب اللؤم تاج قد حييت به من الزبرجد والياقوت والذهب
قوله تعالى:
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج، أي: ما جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هل جزاء من قال: "لا إله إلا الله" وعمل بما جاء به
محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال:
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية، وقال: "هل تدرون ما قال ربكم"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن ربكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلا الجنة"؟! .