يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون "يوم يكشف" المعنى: فليأتوا بها يوم يكشف
عن ساق . قرأ الجمهور: "يكشف" بضم الياء، وفتح الشين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة، وعاصم الجحدري، nindex.php?page=showalam&ids=11838وأبو الجوزاء، بفتح الياء، وبكسر الشين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس: "تكشف" بتاء مفتوحة، وكسر الشين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وأبو مجلز، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك: "نكشف" بنون
[ ص: 341 ] مفتوحة مع كسر الشين . وهذا اليوم هو يوم القيامة . وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "يوم يكشف عن ساق" قال: يكشف عن شدة، وأنشد:
وقامت الحرب بنا على ساق
وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجد فيه، شمر عن ساقه، فاستعيرت الساق في موضع الشدة، هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبي عبيدة، واللغويين . وقد أضيف هذا الأمر إلى الله تعالى . فروي في "الصحيحين" من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري nindex.php?page=hadith&LINKID=654538عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "يكشف عن ساقه"، وهذا إضافة إليه، لأن الكل له وفعله . وقال
أبو عمر الزاهد: يراد بها النفس، ومنه قول
علي رضي الله عنه: أقاتلهم ولو تلفت ساقي، أي: نفسي . فعلى هذا يكون المعنى يتجلى لهم .
قوله تعالى:
ويدعون إلى السجود يعني: المنافقين
"فلا يستطيعون" كأن في ظهورهم سفافيد الحديد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش: وليس ذلك بتكليف لهم أن
[ ص: 342 ] يسجدوا، وهم عجزة، ولكنه توبيخ لهم بتركهم السجود
"خاشعة أبصارهم" أي: خاضعة
"ترهقهم ذلة" أي: تغشاهم
وقد كانوا يدعون إلى السجود يعني: بالأذان في دار الدنيا، ويؤمرون بالصلاة المكتوبة
"وهم سالمون" أي: معافون ليس في أصلابهم مثل سفافيد الحديد . وفي هذا وعيد لمن ترك صلاة الجماعة . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب يقول: والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات
"فذرني ومن يكذب بهذا الحديث" يعني: القرآن . والمعنى: خل بيني وبينه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: أي: لا تشغل قلبك به، كله إلي فأنا أكفيك أمره . وذكر بعض المفسرين أن هذا القدر من الآية إلى قوله: "الحديث" منسوخ بآية السيف . وما بعد هذا مفسر في [الأعراف: 182 . 183] إلى قوله تعالى:
أم تسألهم أجرا فإنها مفسرة والتي قبلها في [الطور: 40،39] .