مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا
قوله تعالى:
مما خطيئاتهم "ما" صلة . والمعنى: من خطيآتهم: أي: من أجلها، وسببها . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو "مما خطاياهم" وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11838أبو الجوزاء، والجحدري "خطيئتهم" من غير ألف
"أغرقوا فأدخلوا نارا" قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097ابن السائب: المعنى: سيدخلون في الآخرة نارا، فجاء لفظ الماضي بمعنى الاستقبال، لأن الوعد حق، هذا قول الأكثرين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: فأدخلوا نارا في الدنيا، وذلك أنهم كانوا يغرقون من جانب، ويحترقون في الماء من جانب .
[ ص: 375 ] قوله تعالى:
فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا أي: لم يجدوا أحدا يمنعهم من عذاب الله .
قوله تعالى:
ديارا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أي: أحدا . يقال: ما بالمنازل ديار أي: ما بها أحد، وهو من الدار، أي: ليس بها نازل دارا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: أصلها: "ديوار" فيعال، فقلبت الواو ياء، وأدغمت إحداهما في الأخرى . وإنما دعا عليهم نوح، لأن الله تعالى أوحى إليه
لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن [هود: 36] .
قوله تعالى:
يضلوا عبادك وذلك أن الرجل منهم كان ينطلق بابنه إلى
نوح فيحذره تصديقه .
وقوله تعالى:
ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا قال المفسرون: إن الله تعالى أخبر
نوحا أنهم لا يلدون مؤمنا، فلذلك علم الفاجر الخارج عن الطاعة .
قوله تعالى:
رب اغفر لي ولوالدي قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: وذلك أنهما كانا مؤمنين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب، nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير، والجحدري، والجوني "ولوالدي" ساكنة الياء على التوحيد . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية، nindex.php?page=showalam&ids=17344وابن يعمر، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري، nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي "ولولدي" من غير ألف على التثنية "ولمن دخل بيتي" وقرأ
حفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم "بيتي" بفتح الياء . وفيه ثلاثة أقوال .
أحدها: منزله، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: مسجده، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك . والثالث: سفينته، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي .
قوله تعالى:
وللمؤمنين والمؤمنات هذا عام في كل من آمن
"ولا تزد الظالمين" يعني: الكافرين
"إلا تبارا" أي: هلاكا . ومنه قوله تعالى:
تبرنا تتبيرا [الفرقان: 39] .