فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون .
قوله تعالى:
فإن خفتم فرجالا أي: خفتم عدوا ، فصلوا رجالا ، وهو جمع راجل ، والركبان جمع راكب ، وهذا يدل على تأكيد أمر الصلاة ، لأنه أمر بفعلها على كل حال . وقيل إن هذه الآية أنزلت بعد التي في سورة النساء ، لأن الله تعالى وصف لهم صلاة الخوف في قوله:
وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة [ النساء: 102 ] . ثم نزلت هذه الآية
فإن خفتم أي: خوفا أشد من ذلك ، فصلوا عند المسايفة كيف قدرتم . فإن قيل: كيف الجمع بين هذه الآية ، وبين ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه صلى يوم [ ص: 285 ] الخندق الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء بعد ما غاب الشفق؟ فالجواب: أن
أبا سعيد روى أن ذلك كان قبل نزول قوله تعالى:
فإن خفتم فرجالا أو ركبانا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13665أبو بكر الأثرم: فقد بين الله أن ذلك الفعل الذي كان يوم
الخندق منسوخ .
قوله تعالى:
فإذا أمنتم فاذكروا الله في هذا الذكر قولان . أحدهما: أنه الصلاة ، فتقديره فصلوا كما كنتم تصلون آمنين . والثاني: أنه الثناء على الله ، والحمد له .