فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين .
قوله تعالى:
(فهزموهم) أي: كسروهم وردوهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: أصل الهزم في اللغة: كسر الشيء ، وثني بعضه على بعض ، يقال: سقاء منهزم [ومهزم ] إذا كان بعضه قد ثني على بعض مع جفاف ، وقصب منهزم: قد كسر وشقق ،
والعرب تقول: هزمت على زيد ، أي: عطفت عليه .
قال الشاعر:
هزمت عليك اليوم يا ابنة مالك فجودي علينا بالنوال وأنعمي
[ ص: 300 ] ويقال: سمعت هزمة الرعد ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: كأنه صوت فيه تشقق .
ودواد: هو نبي الله
أبو سليمان ، وهو اسم أعجمي ، وقيل: إن إخوة
داود كانوا مع
طالوت ، فمضى
داود لينظر إليهم ، فنادته أحجار: خذني ، فأخذها ، وجاء إلى
طالوت ، فقال: ما لي إن قتلت
جالوت ، فقال: ثلث ملكي ، وأنكحك ابنتي ، فقتل
جالوت .
قوله تعالى:
وآتاه الله الملك يعني آتى
داود ملك
طالوت . وفي المراد بـ"الحكمة" هاهنا قولان . أحدهما: أنها النبوة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: الزبور ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . قوله تعالى:
(وعلمه مما يشاء) فيه ثلاثة أقوال . أحدها: أنها صنعة الدروع ، والثاني: الزبور ، والثالث: منطق الطير .
قوله تعالى:
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض قرأ الجمهور (دفع الله) بغير ألف هاهنا ، وفي "الحج" وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ، ويعقوب ، nindex.php?page=showalam&ids=11793وأبان (ولولا دفاع) بألف فيهما . قال
أبو علي: المعنيان متقاربان ، قال الشاعر:
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وفي معنى الكلام قولان . أحدهما: أن معناه: لولا أن الله يدفع بمن أطاعه عمن عصاه ، كما دفع عن المتخلفين عن
طالوت بمن أطاعه ، لهلك العصاة بسرعة العقوبة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والثاني: أن معناه: لولا دفع الله المشركين بالمسلمين ، لغلب المشركون على الأرض ، فقتلوا المسلمين ، وخربوا المساجد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . ومعنى:
(لفسدت الأرض) لهلك أهلها .