وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم [ ص: 313 ] قوله تعالى:
وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى في سبب سؤاله هذا أربعة أقوال . أحدها: أنه رأى ميتة تمزقها الهوام والسباع ، فسأل هذا السؤال ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16566وعطاء الخراساني ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . وما الذي كانت هذه الميتة؟ فيه ثلاثة أقوال . أحدها: كان رجلا ميتا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: كان جيفة حمار ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . والثالث: كان حوتا ميتا ، قاله
ابن زيد . والثاني: أنه لما بشر باتخاذ الله له خليلا ، سأل هذا السؤال ليعلم صحة البشارة ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أنه لما بشر بذلك ، قال: ما علامة ذلك؟ قال: أن يجيب الله دعاءك ، ويحيي الموتى بسؤالك ، فسأل هذا السؤال . والثالث: أنه سأل ذلك ليزيل عوارض الوسواس ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح . والرابع: أنه لما نازعه
نمرود في إحياء الموتى ، سأل ذلك ليرى ما أخبر به عن الله ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق .
قوله تعالى:
(أولم تؤمن) أي: أولست قد آمنت أني أحيي الموتى؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير: ألم توقن بالخلة؟
قوله تعالى:
(بلى ولكن ليطمئن قلبي) "اللام" متعلقة بفعل مضمر ، تقديره: ولكن سألتك ليطمئن ، أو أرني ليطمئن قلبي ، ثم في المعنى أربعة أقوال . أحدها: لأعلم أنك تجيبني إذا دعوتك ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: ليزداد قلبي يقينا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: كان
إبراهيم موقنا ، ولكن ليس الخبر كالمعاينة . والثالث: ليطمئن قلبي بالخلة ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992ابن جبير أيضا . والرابع: أنه كان قلبه متعلقا برؤية إحياء الموتى ، فأراد: ليطمئن قلبه بالنظر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة . وقال غيره: كانت نفسه تائقة إلى رؤية ذلك ، وطالب الشيء قلق إلى أن يظفر بطلبته ، يدل على أنه لم يسأل لشك ، أنه قال:
(أرني كيف تحي الموتى) وما قال: هل تحيي الموتى .
[ ص: 314 ] قوله تعالى:
فخذ أربعة من الطير في الذي أخذ سبعة أقوال . أحدها: أنها الحمامة ، والديك ، والكركي ، والطاووس ، رواه
عبد الله بن هبيرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: أنها الطاووس ، والديك ، والدجاجة السندية ، والأوزة ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وفي لفظ آخر ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك مكان الدجاجه السندية الرأل ، وهو فرخ النعام . والثالث: أنها الشعانين ، وكانت قرباهم يومئذ ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والرابع: أنها الطاووس ، والنسر ، والغراب ، والديك ، نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا . والخامس: أنها الديك ، والطاووس والغراب ، والحمام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد . والسادس: أنها ديك ، وغراب ، وبط ، وطاووس ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . والسابع: أنها الديك ، والبطة ، والغراب ، والحمامة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني: أوحى الله إليه أن خذ بطة وغرابا أسود ، وحمامة بيضاء ، وديكا أحمر .
قوله تعالى:
(فصرهن إليك) قرأ الجمهور بضم الصاد ، والمعنى: أملهن إليك ، يقال: صرت الشيء فانصار ، أي: أملته فمال ، وأنشدوا:
الله يعلم أنا في تلفتنا يوم الفراق إلى جيراننا صور
فمعنى الكلام: اجمعهن إليك .
ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا فيه إضمار قطعهن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: أضمر "قطعهن" واكتفى بقوله:
ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا عن قوله "قطعهن" لأنه يدل عليه ، وهذا كما تقول: خذ هذا الثوب ، واجعل على كل رمح عندك منه علما . يريد: قطعه ، وافعل ذلك ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15833وخلف ، [ ص: 315 ] والمفضل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم (فصرهن إليك) بكسر الصاد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15507اليزيدي: هما واحد ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: الكسر والضم لغتان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: أكثر
العرب على ضم الصاد ، وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي أنه سمع بعض
بني سليم يقول: صرته ، فأنا أصيره . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=17285ووهب ، وأبي مالك ، وأبي الأسود الدؤلي ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، أن معنى المكسورة الصاد: قطعهن . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة أنه قال: معناه بالضم: اجمعهن ، وبالكسر: قطعهن .
قوله تعالى:
ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: معناه: اجعل على كل جبل من كل واحد منهن جزءا . وروي
عوف عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال: اذبحهن ونتفهن ، ثم قطعهن أعضاء ، ثم خلط بينهن جميعا ، ثم جزئها أربعة أجزاء ، وضع على كل جبل جزءا . ثم تنحى عنهن ، فدعاهن ، فجعل يعدو كل عضو إلى صاحبه حتى استوين كما كن ، ثم أتينه يسعين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: أمسك رؤوسها بيده ، فجعل العظم يذهب إلى العظم ، والريشة إلى الريشة ، والبضعة إلى البضعة ، وهو يرى ذلك ، ثم دعاهن ، فأقبلن على أرجلهن يلقي لكل طائر رأسه . وفي عدد الجبال التي قسمن عليها قولان . أحدهما: أنه قسمهن على أربعة أجبل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: جعلهن أربعة أجزاء في أرباع الأرض ، كأنه يعني جهات الإنسان الأربع . والثاني: أنه قسمهن سبعة أجزاء على سبعة أجبل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
قوله تعالى:
ثم ادعهن يأتينك سعيا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: يقال: عدوا ، ويقال: مشيا على أرجلهن ، ولا يقال: لطير إذا طار: سعى
(واعلم أن الله عزيز) أي: منيع لا يغلب ،
(حكيم) فيما يدبر . ويزعم
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل أن هذه القصة جرت
لإبراهيم بالشام قبل أن يكون له ولد ، وقبل نزول الصحف عليه ، وهو ابن خمس وسبعين سنة .