ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين .
قوله تعالى:
(ورسولا) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: ينتصب على وجهين . أحدهما: ونجعله رسولا ، والاختيار عندي: ويكلم الناس رسولا .
قوله تعالى:
(أني أخلق) قرأ الأكثرون "أني" بالفتح ، فجعلوها بدلا من آية فكأنه قال: قد جئتكم بأني أخلق لكم ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع بالكسر ، قال
أبو علي: يحتمل وجهين . أحدهما: أن يكون مستأنفا . والثاني: أنه فسر الآية بقوله: أني أخلق ، أي: أصور وأقدر .
[ ص: 392 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أخذ طينا ، وصنع منه خفاشا ، ونفخ فيه ، فإذا هو يطير ، ويقال: لم يصنع غير الخفاش ، ويقال: إن بني إسرائيل نعتوه بذلك لأن الخفاش عجيب الخلق . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أنه قال لهم: ماذا تريدون؟ قالوا: الخفاش . فسألوه أشد الطير خلقا ، لأنه يطير بغير ريش . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب: كان الذي صنعه يطير ما دام الناس ينظرونه ، فإذا غاب عن أعينهم ، سقط ميتا ، ليميز فعل الخلق من فعل الخالق . والأكثرون قرؤوا (فيكون طيرا) وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع هاهنا وفي (المائدة) طائرا . قال
أبو علي: حجة الجمهور قوله تعالى: (كهيئة الطير) ولم يقل: كهيئة الطائر . ووجهة قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع: أنه أراد: يكون ما أنفخ فيه ، أو ما أخلقه ، طائرا . وفي "الأكمه" أربعة أقوال . أحدها: أنه الذي يولد أعمى ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وسعيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=15507اليزيدي ، nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج . والثاني: أنه الأعمى ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ومعمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج عن
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل أن الأكمه: هو الذي يولد أعمى ، وهو الذي يعمى ، وإن كان بصيرا . والثالث: أنه
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة . والرابع: أنه الذي يبصر بالنهار ، ولا يبصر بالليل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك . والأبرص: الذي به وضح . وكان الغالب على زمان
عيسى عليه السلام ، علم الطب ، فأراهم المعجزة من جنس ذلك ، إلا أنه ليس في الطب إبراء الأكمه والأبرص ، وكان ذلك دليلا على صدقه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب: ربما اجتمع على
عيسى من المرضى في اليوم الواحد خمسون ألفا ، وإنما كان يداويهم بالدعاء . وذكر المفسرون أنه أحيا أربعة أنفس من الموت . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أن الأربعة كلهم بقي حتى ولد له ، إلا
سام بن نوح . قوله تعالى:
(وأنبئكم بما تأكلون) قال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : كان
عيسى إذا كان في المكتب يخبرهم بما يأكلون ، ويقول للغلام: يا غلام إن أهلك قد هيئوا لك كذا وكذا من الطعام فتطعمني منه؟ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: بما أكلتم البارحة ، وبما خبأتم منه . وعلى هذا المفسرون ، إلا أن
[ ص: 393 ] nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كان يقول: وأنبئكم بما تأكلون من المائدة التي تنزل عليكم ، وما تدخرون منها ، وكان أخذ عليهم أن يأكلوا منها ، ولا يدخروا ، فلما خانوا ، مسخوا خنازير .