صفحة جزء
قوله تعالى: ويمدهم في طغيانهم يعمهون .

فيه أربعة أقوال . أحدها: يمكن لهم ، قاله ابن مسعود . والثاني: يملي لهم ، قاله ابن عباس . والثالث: يزيدهم ، قاله مجاهد . والرابع: يمهلهم ، قاله الزجاج .

والطغيان: الزيادة على القدر ، والخروج عن حيز الاعتدال في الكثرة ، يقال: طغى البحر إذا هاجت أمواجه ، وطغى السيل إذا جاء بماء كثير . وفي المراد بطغيانهم قولان . أحدهما: أنه كفرهم ، قاله الجمهور . والثاني: أنه عتوهم وتكبرهم ، قاله ابن قتيبة . و"يعمهون" بمعنى: يتحيرون ، يقال: رجل عمه وعامه ، أي: متحير .

[ ص: 37 ] قال الراجز:


ومخفق من لهله ولهله من مهمه يجتبنه في مهمه



أعمى الهدى بالجاهلين العمه

وقال ابن قتيبة: يعمهون: يركبون رؤوسهم ، فلا يبصرون .

التالي السابق


الخدمات العلمية