لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد .
قوله تعالى:
(لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) اختلفوا فيمن نزلت على قولين .
أحدهما: أنها نزلت في اليهود ، ثم في ذلك قولان .
أحدهما: أن اليهود كانوا يضربون في الأرض ، فيصيبون الأموال ، فنزلت هذه الآية ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني:
أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أراد أن يستسلف من بعضهم شعيرا ، فأبى إلا على رهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أعطاني لأوفيته ، إني لأمين في السماء أمين في الأرض" فنزلت ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي .
والقول الثاني: أنها نزلت في مشركي
العرب كانوا في رخاء ، فقال بعض المؤمنين: قد أهلكنا الجهد ، وأعداء الله فيما ترون ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . قال
[ ص: 532 ] nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد غيره . وقال غيره: إنما خاطبه تأديبا ، وتحذيرا ، وإن كان لا يغتر . وفي معنى "تقلبهم" ثلاثة أقوال .
أحدها: تصرفهم في التجارات ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء ، nindex.php?page=showalam&ids=13436وابن قتيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج .
والثاني: تقلب ليلهم ونهارهم ، وما يجري عليهم من النعم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل .
والثالث: تقلبهم غير مأخوذين بذنوبهم ، ذكره بعض المفسرين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: ذلك الكسب والربح متاع قليل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: منفعة يسيرة في الدنيا . والمهاد: الفراش .