قوله تعالى:
يكاد البرق يخطف أبصارهم يكاد بمعنى: يقارب ، وهي كلمة إذا أثبتت انتفى الفعل ، وإذا نفيت ثبت الفعل . وسئل بعض المتأخرين فقيل له .
أنحوي هذا العصر ما هي كلمة جرت بلساني جرهم وثمود
إذا نفيت والله يشهد أثبتت
وإن أثبتت قامت مقام جحود
[ ص: 45 ] ويشهد للإثبات عند النفي قوله تعالى:
لا يكادون يفقهون حديثا [ النساء: 87 ] وقوله:
إذا أخرج يده لم يكد يراها [ النور: 40 ] ومثله
ولا يكاد يبين [ الزخرف: 52 ] ويشهد للنفي عند الإثبات قوله تعالى:
يكاد البرق [ البقرة: 20 ] و
يكاد سنا برقه [ النور: 43 ] و
يكاد زيتها يضيء [ النور: 35 ] . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: كاد: بمعنى هم ولم يفعل . وقد جاءت بمعنى [الإثبات ] قال
ذو الرمة: ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا كاد يبرق
أي: لو تعرضت له لبرق ، أي: دهش وتحير .
قلت: وقد قال
ذو الرمة في المنفية ما يدل على أنها تستعمل للإثبات ، وهو قوله:
إذا غير النأي المحبين لم يكد رسيس الهوى من حب مية يبرح
أراد: لم يبرح .
قوله تعالى:
يخطف أبصارهم .
قرأ الجمهور بفتح الياء ، وسكون الخاء وفتح الطاء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11793أبان بن تغلب ، nindex.php?page=showalam&ids=11792وأبان بن يزيد كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، بفتح الياء وسكون الخاء ، وكسر الطاء مخففا . ورواه
الجعفي عن
أبي بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، بفتح الياء وكسر الخاء ، وتشديد الطاء ، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن كذلك ، إلا أنه كسر الياء . وعنه: فتح الياء والخاء مع كسر الطاء المشددة .
ومعنى "يخطف" يستلب وأصل الاختطاف: الاستلاب ، ويقال لما يخرج به الدلو: خطاف ، لأنه يختطف ما علق به . قال
nindex.php?page=showalam&ids=8572النابغة: خطاطيف حجن في حبال متنة تمد بها أيد إليك نوازع
والحجن: المتعقفة ، وجمل خيطف: سريع المر ، وتلك السرعة الخطفى .