ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل
قوله تعالى:
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب اختلفوا فيمن نزلت على ثلاثة أقوال .
[ ص: 97 ] أحدها: أنها نزلت في
رفاعة بن زيد بن التابوت . والثاني: أنها نزلت في رجلين كانا إذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم لويا ألسنتهما وعاباه ، روي القولان عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث: أنها نزلت في اليهود ، قاله قتادة .
وفي النصيب الذي أوتوه قولان . أحدهما: أنه علم نبوة
محمد النبي صلى الله عليه وسلم . والثاني: العلم بما في كتابهم دون العمل .
قوله تعالى:
يشترون الضلالة قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: هذا من الاختصار ، والمعنى: يشترون الضلالة بالهدى ، ومثله
وتركنا عليه في الآخرين [الصافات: 78] أي: تركنا عليه ثناء حسنا ، فحذف الثناء لعلم المخاطب .
وفي معنى اشترائهم الضلالة أربعة أقوال .
أحدها: أنه استبدالهم الضلالة بالإيمان ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: أنه استبدالهم التكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ظهوره بإيمانهم به قبل ظهوره ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل .
[ ص: 98 ] والثالث: أنه إيثارهم التكذيب بالنبي لأخذ الرشوة ، وثبوت الرئاسة لهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
والرابع: أنه إعطاؤهم أحبارهم أموالهم على ما يصنعونه من التكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
قوله تعالى:
ويريدون أن تضلوا السبيل خطاب للمؤمنين . والمراد بالسبيل: طريق الهدى .