ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا
قوله تعالى:
ودوا لو تكفرون كما كفروا أخبر الله عز وجل المؤمنين بما في ضمائر تلك الطائفة ، لئلا يحسنوا الظن بهم ، ويجادلوا عنهم ، وليعتقدوا عداوتهم .
قوله تعالى:
فلا تتخذوا منهم أولياء أي: لا توالوهم فإنهم أعداء لكم (
حتى يهاجروا) أي: يرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فإن تولوا عن الهجرة
[ ص: 156 ] والتوحيد ،
(فخذوهم) أي: ائسروهم ، واقتلوهم حيث وجدتموهم في الحل والحرم .
فصل قال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى: كانت الهجرة فرضا إلى أن فتحت
مكة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن: فرض الهجرة باق ، واعلم أن الناس في الهجرة على ثلاثة أضرب: من تجب عليه ، وهو الذي لا يقدر على إظهار الإسلام في دار الحرب ، خوفا على نفسه ، وهو قادر على الهجرة ، فتجب عليه لقوله
ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها والثاني: من لا تجب عليه بل تستحب له ، وهو من كان قادرا على إظهار دينه في دار الحرب . والثالث: من لا تستحب له وهو الضعيف الذي لا يقدر على إظهار دينه ، ولا على الحركة كالشيخ الفاني والزمن فلم تستحب له للحوق المشقة .