إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا [ ص: 157 ] قوله تعالى:
إلا الذين يصلون هذا الاستثناء راجع إلى القتل ، لا إلى الموالاة .
وفي (يصلون) قولان .
أحدهما: أنه بمعنى: يتصلون ويلجؤون ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
كان هلال بن عويمر الأسلمي وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يعينه ولا يعين عليه ، فكان من وصل إلى هلال من قومه وغيرهم ، فلهم من الجوار مثل ما لهلال .
والثاني: أنه بمعنى: ينتسبون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة ، وأنشد:
إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل وبكر سبتها والأنوف رواغم
يريد: إذا انتسبت ، قالت: أبكرا ، أي: يا آل بكر .
[ ص: 158 ] وفي القوم المذكورين أربعة أقوال .
أحدها: أنهم
بنو بكر بن زيد مناة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: أنهم
هلال بن عويمر الأسلمي ، وسراقة بن مالك ، وخزيمة بن عامر بن عبد مناف ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة . والثالث: أنهم
بنو مدلج ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والرابع:
خزاعة ، وبنو مدلج ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : "والميثاق": العهد .
[ ص: 159 ] قوله تعالى:
أو جاءوكم فيه قولان .
أحدهما: أن معناه: أو يصلون إلى قوم جاؤوكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في جماعة .
والثاني: أنه يعود إلى المطلوبين للقتل ، فتقديره: أو رجعوا فدخلوا فيكم ، وهو بمعنى: قول السدي .
قوله تعالى:
حصرت صدورهم فيه قولان . أحدهما: أن فيه إضمار "قد" .
والثاني: أنه خبر بعد خبر ، فقوله (جاءوكم): خبر قد تم ، وحصرت: خبر مستأنف ، حكاهما
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، ويعقوب ، والمفضل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم: (حصرت صدورهم) على الحال . و "حصرت" ضاقت ، ومعنى الكلام: ضاقت صدورهم عن قتالكم للعهد الذي بينكم وبينهم ، أو يقاتلوا قومهم ، يعني:
قريشا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: هلال بن عويمر هو الذي حصر صدره أن يقاتلكم ، أو يقاتل قومه .
قوله تعالى:
ولو شاء الله لسلطهم عليكم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : أخبر أنه إنما كفهم بالرعب الذي قذف في قلوبهم . وفي "السلم" قولان . أحدهما: أنه الإسلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والثاني: الصلح ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل . فصل
قال جماعة من المفسرين: معاهدة المشركين وموادعتهم المذكورة في هذه الآية منسوخة بآية السيف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى: لما أعز الله الإسلام أمروا أن لا يقبلوا من مشركي
العرب إلا الإسلام أو السيف .