ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا
قوله تعالى:
ومن يشاقق الرسول في سبب نزولها قولان .
أحدهما: أنه لما نزل القرآن بتكذيب
طعمة ، وبيان ظلمه ، وخاف على نفسه من القطع والفضيحة ، هرب إلى
مكة ، فلحق بأهل الشرك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: لما قدم
مكة نزل على
الحجاج بن علاط السلمي فأحسن نزله ، فبلغه أن في بيته ذهبا ، فخرج في الليل فنقب حائط البيت ، فعلموا به فأحاطوا البيت ، فلما رأوه ، أرادوا أن يرجموه ، فاستحيا
الحجاج ، لأنه ضيفه ، فتركوه ، فخرج ، فلحق
بحرة بني سليم يعبد صنمهم حتى مات على الشرك ، فنزل فيه:
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وقال غيره: بل خرج مع تجار فسرق منهم شيئا ، فرموه بالحجارة حتى قتلوه ، وقيل: ركب سفينة ، فسرق فيها مالا ، فعلم به ، فألقي في البحر .
والقول الثاني: أن قوما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا ، ثم ارتدوا ، فنزلت فيهم هذه الآية ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . ومعنى الآية: ومن يخالف الرسول في التوحيد ، والحدود ، من بعد ما تبين له التوحيد والحكم ، ويتبع غير دين المسلمين ، نوله ما تولى ، أي: نكله إلى ما اختار لنفسه ، ونصله جهنم: ندخله إياها .
[ ص: 201 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: تقول صليت اللحم أصليه: إذا شويته ، فإن أردت أنك أحرقته ، قلت: أصليته . وساءت مصيرا ، أي: مرجعا يصار إليه .