[ ص: 231 ] إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا
قوله تعالى:
إن المنافقين يخادعون الله أي: يعملون عمل المخادع . وقيل: يخادعون نبيه ، وهو خادعهم ، أي: مجازيهم على خداعهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : لما أمر بقبول ما أظهروا ، كان خادعا لهم بذلك . وقيل: خداعه إياهم يكون في القيامة بإطفاء نورهم ، وقد شرحنا طرفا من هذا في (البقرة) .
قوله تعالى:
وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى أي: متثاقلين . و "كسالى": جمع كسلان ، و "الكسل": التثاقل عن الأمر . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12107أبو عمران الجوني: "كسلى" بفتح الكاف ، وقرأ
ابن السميفع: "كسلى" ، بفتح الكاف من غير ألف . وإنما كانوا هكذا . لأنهم يصلون حذرا على دمائهم ، لا يرجون بفعلها ثوابا ، ولا يخافون بتركها عقابا .
[ ص: 232 ] قوله تعالى:
يراءون الناس أي: يصلون ليراهم الناس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: والله لولا الناس ما صلى المنافق . وفي تسمية ذكرهم بالقليل ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه سمي قليلا ، لأنه غير مقبول ، قاله
علي رضي الله عنه ، وقتادة .
والثاني: لأنه رياء ، ولو كان لله ، لكان كثيرا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن .
والثالث: أنه قليل في نفسه ، لأنهم يقتصرون على ما يظهر ، دون ما يخفى من القراءة والتسبيح ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .