يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين [ ص: 323 ] قوله تعالى:
يا قوم ادخلوا وقرأ
ابن محيصن: يا قوم ، بضم الميم ، وكذلك
يا قوم اذكروا نعمة يا قوم اعبدوا [الأعراف: 59] وفي معنى "المقدسة" قولان .
أحدهما: المطهرة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج . قال: وقيل: للسطل: القدس ، لأنه يتطهر منه ، وسمي
بيت المقدس ، لأنه يتطهر فيه من الذنوب . وقيل: سماها مقدسة ، لأنها طهرت من الشرك ، وجعلت مسكنا للأنبياء والمؤمنين .
والثاني: أن المقدسة: المباركة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وفي المراد بتلك الأرض أربعة أقوال .
أحدها: أنها
أريحا ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: أريحا: هي أرض
بيت المقدس . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك أنه قال: المراد بهذه الأرض
إيلياء وبيت المقدس ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: وقرأت في مناجاة
موسى أنه قال: اللهم إنك اخترت من الأنعام الضائنة ، ومن الطير الحمامة ، ومن البيوت
بكة وإيلياء ، ومن
إيلياء بيت المقدس . فهذا يدل على أن إيلياء الأرض التي فيها
بيت المقدس . وقرأت على شيخنا
أبي منصور اللغوي أن إيلياء
بيت المقدس ، وهو معرب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق: وبيتان بيت الله نحن ولاته وبيت بأعلى إيلياء مشرف
والقول الثاني: أنها الطور وما حوله ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقال به .
والثالث: أنها
دمشق وفلسطين وبعض
الأردن ، رواه أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والرابع: أنها
الشام كلها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة [ ص: 324 ] وفي قوله تعالى:
التي كتب الله لكم ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه بمعنى: أمركم وفرض عليكم دخولها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
والثاني: أنه بمعنى: وهبها الله لكم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: جعلها لكم .
والثالث: كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكنكم .
فإن قيل: كيف قال: فإنها محرمة عليهم ، وقد كتبها لهم؟ فعنه جوابان .
أحدهما: أنه إنما جعلها لهم بشرط الطاعة ، فلما عصوا حرمها عليهم .
والثاني: أنه كتبها لبني إسرائيل ، وإليهم صارت ، ولم يعن
موسى أن الله كتبها للذين أمروا بدخولها بأعيانهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: ويجوز أن يكون الكلام خرج مخرج العموم ، وأريد به الخصوص ، فتكون مكتوبة لبعضهم ، وقد دخلها
يوشع ، وكالب .
قوله تعالى:
ولا ترتدوا على أدباركم فيه قولان .
أحدهما: لا ترجعوا عن أمر الله إلى معصيته . والثاني: لا ترجعوا إلى الشرك به .