[ ص: 404 ] ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون
قوله تعالى:
ما المسيح ابن مريم إلا رسول فيه رد على اليهود في تكذيبهم رسالته ، وعلى النصارى في ادعائهم إلهيته . والمعنى: أنه ليس بإله ، وإنما حكمه حكم من سبقه من الرسل . وفي قوله:
وأمه صديقة رد على من نسبها من اليهود إلى الفاحشة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : والصديقة: المبالغة في الصدق ، وصديق "فعيل" من أبنية المبالغة ، كما تقول: فلان سكيت ، أي: مبالغ في السكوت .
وفي قوله تعالى:
كانا يأكلان الطعام قولان .
أحدهما: أنه بين أنهما يعيشان بالغذاء ، ومن لا يقيمه إلا أكل الطعام فليس بإله ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
والثاني: أنه نبه بأكل الطعام على عاقبته ، وهو الحدث ، إذ لا بد لآكل الطعام من الحدث ، قاله ابن قتيبة . قال: وقوله:
انظر كيف نبين لهم الآيات من ألطف ما يكون من الكناية . و "يؤفكون": يصرفون عن الحق ويعدلون ، يقال: أفك الرجل عن كذا: إذا عدل عنه ، وأرض مأفوكة: محرومة المطر والنبات ، كأن ذلك صرف عنها وعدل .