يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر في سبب نزولها: أربعة أقوال .
أحدها:
أن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص أتى نفرا من المهاجرين والأنصار ، فأكل عندهم ، وشرب الخمر ، قبل أن تحرم ، فقال: المهاجرون خير من الأنصار ، فأخذ رجل لحي جمل فضربه ، فجدع أنفه ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فنزلت هذه الآية ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد عن أبيه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: صنع رجل من الأنصار صنيعا ، فدعا nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، فلما أخذت فيهم الخمرة افتخروا واستبوا ، فقام الأنصاري إلى لحي بعير ، فضرب به رأس nindex.php?page=showalam&ids=37سعد ، فإذا الدم على وجهه ، فذهب nindex.php?page=showalam&ids=37سعد يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزل تحريم الخمر في قوله: إنما الخمر والميسر إلى قوله: تفلحون .
[ ص: 417 ] والثاني: أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت التي في (البقرة) فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت التي في (النساء)
لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى [النساء: 43] فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ، فنزلت هذه الآية ، رواه
أبو ميسرة عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر .
والثالث: أن أناسا من المسلمين شربوها ، فقاتل بعضهم بعضا ، وتكلموا بما لا يرضاه الله من القول ، فنزلت هذه الآية ، رواه
ابن أبي طلحة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والرابع: أن قبيلتين من
الأنصار شربوا ، فلما ثملوا عبث بعضهم ببعض ، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه وبلحيته ، فيقول: صنع بي هذا أخي فلان!! والله لو كان بي رؤوفا ما صنع بي هذا ، حتى وقعت في قلوبهم الضغائن ، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن ، فنزلت هذه الآية ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقد ذكرنا الخمر والميسر في (البقرة) وذكرنا في "النصب" في أول هذه السورة قولين ، وهما اللذان ذكرهما المفسرون في الأنصاب . وذكرنا هناك "الأزلام" فأما الرجس ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو اسم لكل ما استقذر من عمل ، يقال: رجس الرجل يرجس ، ورجس يرجس: إذا عمل عملا قبيحا ، والرجس بفتح الراء: شدة الصوت ، فكأن الرجس ، العمل الذي يقبح ذكره ، ويرتفع في القبح ، ويقال: رعد رجاس: إذا كان شديد الصوت .
[ ص: 418 ] قوله تعالى:
من عمل الشيطان قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : من تزيين الشيطان . فإن قيل: كيف نسب إليه ، وليس من فعله؟ فالجواب: أن نسبته إليه مجاز ، وإنما نسب إليه ، لأنه هو الداعي إليه ، المزين له ، ألا ترى أن رجلا لو أغرى رجلا بضرب رجل ، لجاز أن يقال له: هذا من عملك .
قوله تعالى:
فاجتنبوه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : اتركوه . واشتقاقه في اللغة: كونوا جانبا منه . فإن قيل: كيف ذكر في هذه الآية أشياء ، ثم قال: فاجتنبوه؟ فالجواب: أن الهاء عائدة على الرجس ، والرجس واقع على الخمر ، والميسر ، والأنصاب ، والأزلام ، ورجوع الهاء عليه بمنزلة رجوعها على الجمع الذي هو واقع عليه ، ومنبئ عنه ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري .