هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون .
قوله تعالى:
هو الذي خلقكم من طين يعني: آدم ، وذلك أنه لما شك
[ ص: 3 ] المشركون في البعث ، وقالوا: من يحيي هذه العظام ، أعلمهم أنه خلقهم من طين ، فهو قادر على إعادة خلقهم .
قوله تعالى:
ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده فيه ستة أقوال .
أحدها: أن الأجل الأول: أجل الحياة إلى الموت ، والثاني: أجل الموت إلى البعث ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، nindex.php?page=showalam&ids=17132ومقاتل .
والثاني أن الأجل: الأول النوم الذي تقبض فيه الروح ، ثم ترجع في حال اليقظة ، والأجل المسمى عنده: أجل موت الإنسان .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث: أن الأجل الأول: أجل الآخرة متى يأتي ، والأجل الثاني: أجل الدنيا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في رواية .
والرابع: أن الأول: خلق الأشياء في ستة أيام ، والثاني: ما كان بعد ذلك إلى يوم القيامة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني .
والخامس: أن الأول: قضاه حين أخذ الميثاق على خلقه ، والثاني: الحياة في الدنيا ، قاله
ابن زيد ، كأنه يشير إلى أجل الذرية حين أحياهم وخاطبهم .
والسادس: أن الأول: أجل من قد مات من قبل . والثاني: أجل من يموت بعد ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
قوله تعالى:
ثم أنتم أي بعد هذا البيان تمترون وفيه قولان .
أحدهما: تشكون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . وفيما شكوا فيه قولان . أحدهما: الوحدانية ، والثاني: البعث .
والثاني: يختلفون ، مأخوذ من المراء ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
[ ص: 4 ] وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون .
قوله تعالى:
وهو الله في السماوات وفي الأرض فيه أربعة أقوال .
أحدها: هو المعبود في السماوات وفي الأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري .
والثاني: وهو المنفرد بالتدبير في السماوات وفي الأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
والثالث: وهو الله في السماوات ، ويعلم سركم وجهركم في الأرض ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير .
والرابع: أنه مقدم ومؤخر . والمعنى: وهو الله يعلم سركم وجهركم في السماوات والأرض ، ذكره بعض المفسرين .