وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون [ ص: 85 ] قوله تعالى:
مصدق الذي بين يديه من الكتب .
قوله تعالى:
ولتنذر أم القرى قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم إلا حفصا: "ولينذر" بالياء; فيكون الكتاب هو المنذر . وقرأ الباقون: بالتاء ، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم . فأما
أم القرى ، فهي
مكة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : والمعنى: لتنذر أهل
أم القرى .
وفي تسميتها بأم القرى أربعة أقوال .
أحدها: أنها سميت بذلك ، لأن الأرض دحيت من تحتها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: لأنها أقدمها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة . والثالث لأنها قبلة جميع الناس ، يؤمونها ، والرابع: لأنها كانت أعظم القرى شأنا ، ذكرهما
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
قوله تعالى:
ومن حولها قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يريد الأرض كلها .
قوله تعالى:
والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به في هاء الكناية قولان . أحدهما: أنها ترجع إلى القرآن .
والثاني: إلى النبي
محمد صلى الله عليه وسلم . والمعنى: من آمن بالآخرة آمن به; ومن لم يؤمن به ، فليس إيمانه بالآخرة حقيقة ، ولا يعتد به ، ألا ترى إلى قوله:
وهم على صلاتهم يحافظون فدل على أنه أراد المؤمنين الذين يحافظون على الصلوات .