ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين
قوله تعالى:
ولا تقعدوا بكل صراط أي: بكل طريق توعدون من آمن
بشعيب بالشر ، وتخوفونهم بالعذاب والقتل . فإن قيل: كيف أفرد الفعل ، وأخلاه من المفعول; فهلا قال: توعدون بكذا؟ فالجواب: أن
العرب إذا أخلت هذا الفعل من المفعول ، لم يدل إلا على شر; يقولون: أوعدت فلانا . وكذلك إذا أفردوا: وعدت من مفعول ، لم يدل إلا على الخبر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: يقولون: وعدته خيرا ، وأوعدته شرا; فإذا أسقطوا الخير والشر ، قالوا: وعدته: في الخير ، وأوعدته: في الشر; فإذا جاؤوا بالباء ، قالوا: وعدته والشر . وقال الراجز:
أوعدني بالسجن والأداهم
قال المصنف: وقرأت على شيخنا
أبي منصور اللغوي ، قال: إذا أرادوا أن يذكروا ما تهددوا به مع أوعدت ، جاؤوا بالباء ، فقالوا: أوعدته بالضرب ، ولا يقولون: أوعدته الضرب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: كانوا عشارين . وقال
ابن زيد: كانوا يقطعون الطريق .
قوله تعالى:
وتصدون عن سبيل الله أي: تصرفون عن دين الله من آمن به .
وتبغونها عوجا مفسر في (آل عمران:99)
[ ص: 230 ] قوله تعالى:
واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج جائز أن يكون المعنى جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء وجائز أن يكون كثر عددكم بعد أن كنتم قليلا وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار فكثرهم