[ ص: 2980 ] القول في تأويل قوله تعالى :
[ 28 ]
واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم .
واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة أي : محنة من الله ليبلوكم ، هل تقعون بهما في الخيانة ، أو تتركون لهما الاستجابة لله ولرسوله ، أو لا تلهون بهما عن ذكره ولا تعتاضون بهما منه .
فسموا ( فتنة ) اعتبارا بما ينال الإنسان من الاختبار بهم ، ويجوز أن يراد ( بالفتنة ) الإثم أو العذاب ، فإنهم سبب الوقوع في ذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : قد أمر الله بالعلم بذلك ، وطريق العلم به التفكر في أحوالهما وزوالهما ، وقلة الانتفاع بهما ، وكثرة الضرر ، وأنه قد يعصي الله بسببهما .
وقوله تعالى :
وأن الله عنده أجر عظيم أي : لمن آثر رضاه على جمع المال وحب الولد ، فلم يورط نفسه من أجلهما .
وقد جاء التحذير من فتنتهما صراحة مع الترهيب الشديد في قوله تعالى :
يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون قيل : هذه الآية من جملة ما نزل في
أبي لبابة ، وما فرط منه لأجل ماله وولده .
ولما حذر تعالى فيم تقدم عن
الفتنة بالأموال والأولاد ، بشر من اتقاه في الافتتان بهما ، وفي غيره بقوله :