الأول : روى الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والشيخان حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب وصاحبيه مبسوطا بما يوضح هذه الآية :
قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه - وكان قائد nindex.php?page=showalam&ids=331كعب من بنيه ، حين عمي - قال : سمعت كعبا يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 3289 ] في غزوة تبوك .
قال : وكنا أيها الثلاثة الذين خلفنا عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خلفوا ، فبايعهم واستغفر لهم ، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه ، فبذلك قال تعالى : وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر مما خلفنا عن الغزو ، وإنما هو تخليفه إيانا ، وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له ، واعتذر إليه ، فقبل منه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : هذا حديث صحيح ثابت متفق على صحته ، وقد تضمن تفسير الآية بأحسن الوجوه وأبسطها .
الثاني : قال بعض المفسرين : في الآية دليل على الشدة على من فعل الخطيئة وعلى قطع ما يلهي عن الطاعة .
الثالث : في الآية دليل على التحريض على الصدق .
قال القاشاني : في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله أي : في جميع الرذائل بالاجتناب عنها ، خاصة رذيلة الكذب ، وذلك معنى قوله : وكونوا مع الصادقين فإن الكذب أسوء الرذائل وأقبحها ، لكونه ينافي المروءة ، وقد قيل : لا مروءة لكذوب ، إذ المراد من الكلام الذي يتميز به الإنسان عن سائر الحيوان إخبار الغير عما لا يعلم ، فإذا كان الخبر غير مطابق ولم تحصل فائدة النطق ، وحصل منه اعتقاد غير مطابق ، وذلك من خواص الشيطنة فالكذاب شيطان . وكما أن الكذب أقبح الرذائل ، فالصدق أحسن الفضائل ، وأصل كل حسنة ، ومادة كل خصلة محمودة ، وملاك كل خير وسعادة، وبه يحصل كل كمال ، [ ص: 3295 ] وأصله الصدق في عهد الله تعالى الذي هو نتيجة الوفاء بميثاق الفطرة أو نفسه ، كما قال : رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في عقد العزيمة ، ووعد الخليقة . كما قال في إسماعيل :
وإذا روعي في المواطن كلها ، حتى الخاطر والفكر والنية والقول والعمل ، صدقت المنامات والواردات ، والأحوال والمقامات والمواهب والمشاهدات ، كأنه أصل شجرة الكمال ، وبذرة ثمرة الأحوال . انتهى .
ولما أوجب تعالى الكون مع الصادقين ، أشار تعالى إلى أن النفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب كفاية ، فلا يجوز تخلف الجميع ، ولا يلزم النفر للناس كافة ، فقال سبحانه :